ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي بالنصب لقوله أحضر وبالرفع. والإحسان إلى الوالدين: معاشرتهما بالمعروف والتواضع لهما وامتثال أمرهما، وسائر ما أوجبه الله على الولد لوالديه من الحقوق. والقربى: مصدر كالرجعي والعقبى، هم القرابة - والإحسان بهم: صلتهم والقيام بما يحتاجون إليه بحسب الطاقة وبقدر ما تبلغ إليه القدرة. واليتامى جمع يتيم، واليتيم في بني آدم من فقد أبوه. وفي سائر الحيوانات: من فقدت أمه. وأصله الانفراد - يقال: صبي يتيم: أي منفرد من أبيه والمساكين جمع مسكين، وهو من أسكنته الحاجة وذللته، وهو أشد فقرا من الفقير عند أكثر أهل اللغة وكثير من أهل الفقه. وروى عن الشافعي أن الفقير أسوأ حالا من المسكين. وقد ذكر أهل العلم لهذا البحث أدلة مستوفاة في مواطنها. ومعنى قوله (وقولوا للناس حسنى) أي قولوا لهم قولا حسنا فهو صفة مصدر محذوف، وهو مصدر كبشرى. وقرأ حمزة والكسائي " حسنا " بفتح الحاء والسين. وكذلك قرأ زيد بن ثابت وابن مسعود. قال الأخفش هما بمعنى واحد، مثل البخل والبخل، والرشد والرشد وحكى الأخفش أيضا " حسنى " بغير تنوين على فعلى، قال النحاس: وهذا لا يجوز في العربية، لا يقال من هذا شئ إلا بالألف واللام نحو الفضلي والكبرى والحسنى وهذا قول سيبويه. وقرأ عيسى بن عمر " حسنا " بضمتين: والظاهر أن هذا القول الذي أمرهم الله به لا يختص بنوع معين، بل كل ما صدق عليه أنه حسن شرعا كان من جملة ما يصدق عليه هذا الأمر. وقد قيل إن ذلك هو كلمة التوحيد، وقيل الصدق، وقيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقيل غير ذلك. وقوله (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) قد تقدم تفسيره، وهو خطاب لبني إسرائيل، فالمراد الصلاة التي كانوا يصلونها، والزكاة التي كانوا يخرجونها. قال ابن عطية: وزكاتهم هي التي كانوا يضعونها فتنزل النار على ما يقبل، ولا تنزل على مالا يقبل. وقوله (ثم توليتم) قيل الخطاب للحاضرين منهم في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم مثل سلفهم في ذلك، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب. وقوله (إلا قليلا) منصوب على الاستثناء، ومنهم عبد الله بن سلام وأصحابه. وقوله (وأنتم معرضون) في موضع النصب على الحال، والإعراض والتولي بمعنى واحد، وقيل:
التولي بالجسم، والإعراض بالقلب. وقوله (لا تسفكون) الكلام فيه كالكلام في لا تعبدون وقد سبق. وقرأ طلحة بن مصرف وشعيب بن أبي حمزة بضم الفاء، وهي لغة. وقرأ أبو نهيك بضم الياء وتشديد الفاء وفتح السين والسفك: الصب، وقد تقدم، والمراد أنه لا يفعل ذلك بعضهم ببعض. والدار: المنزل الذي فيه أبنية المقام، بخلاف منزل الارتحال. وقال الخليل: كل موضع حله قوم فهو دار لهم وإن لم يكن فيه أبنية، وقيل سميت دارا لدورها على سكانها، كما يسمى الحائط حائطا لإحاطته على ما يحويه. وقوله (ثم أقررتم) من الإقرار: أي حصل منكم الاعتراف بهذا الميثاق المأخوذ عليكم في حال شهادتكم على أنفسكم بذلك، قيل الشهادة هنا بالقلوب وقيل هي بمعنى الحضور: أي أنكم الآن تشهدون على أسلافكم بذلك، وكان الله سبحانه قد أخذ في التوراة على بني إسرائيل أن لا يقتل بعضهم بعضا ولا ينفيه ولا يسترقه. وقوله (ثم أنتم هؤلاء) أي أنتم هؤلاء المشاهدون الحاضرون تخالفون ما أخذه الله عليكم في التوراة فتقتلون أنفسكم إلى آخر الآية، وقيل إن هؤلاء منصوب بإضمار أعني، ويمكن أن يقال منصوب بالذم أو الاختصاص: أي أذم أو أخص. وقال القتيبي: إن التقدير يا هؤلاء قال النحاس: هذا خطأ على قول سيبويه لا يجوز. وقال الزجاج هؤلاء بمعنى الذين أي ثم أنتم الذين تقتلون. وقيل هؤلاء مبتدأ وأنتم خبر مقدم وقرأ الزهري " تقتلون " مشددا، فمن جعل قوله (أنتم هؤلاء) مبتدأ وخبرا جعل قوله (تقتلون) بيانا لأن معنى قوله (أنتم هؤلاء) أنهم على حالة كحالة أسلافهم من نقض الميثاق. ومن جعل