شرعية، فإن ثبتت وجب تقديمها، وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال عمر: قد علمنا سبحان الله ولا إله إلا الله، فما الحمد لله؟ فقال علي: كلمة رضيها لنفسه. وروى ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس أنه قال:
الحمد لله كلمة الشكر، وإذا قال العبد الحمد لله قال شكرني عبدي. وروى هو وابن جرير عن ابن عباس أيضا أنه قال: الحمد لله هو الشكر لله والاستحذاء له والإقرار له بنعمه وهدايته وابتدائه وغير ذلك. وروى ابن جرير عن الحكم بن عمير، وكانت له صحبة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إذا قلت الحمد لله رب العالمين فقد شكرت الله فزادك ". وأخرج عبد الرزاق في المصنف والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخطابي في الغريب والبيهقي في الأدب والديلمي في مسند الفردوس عن عبد الله ابن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لا يحمده ". وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال " الصلاة شكر والصيام، وكل خير تفعله شكر وأفضل الشكر الحمد ". وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن النواس بن سمعان قال " سرقت ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: لئن ردها الله علي لأشكرن ربي فرجعت، فلما رآها قال: الحمد لله، فانتظروا هل يحدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوما أو صلاة، فظنوا أنه نسي فقالوا: يا رسول الله قد كنت قلت: لئن ردها الله على لأشكرن ربي، قال: ألم أقل الحمد لله؟ ".
وقد ورد في فضل الحمد أحاديث. منها ما أخرجه أحمد والنسائي والحاكم وصححه، والبخاري في الأدب المفرد عن الأسود بن سريع قال: " قلت يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى؟ فقال: أما إن ربك يحب الحمد ". وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان والبيهقي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله ". وأخرج ابن ماجة والبيهقي بسند حسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما أنعم الله على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ ". وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والقرطبي في تفسيره عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " لو أن الدنيا كلها بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله، لكان الحمد أفضل من ذلك " قال القرطبي: معناه لكان إلهامه الحمد أكبر نعمة عليه من نعم الدنيا، لأن ثواب الحمد لا يفنى.
ونعيم الدنيا لا يبقى. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما من عبد ينعم عليه بنعمة إلا كان الحمد أفضل منها ". وأخرج عبد الرزاق في المصنف نحوه عن الحسن مرفوعا. وأخرج مسلم والنسائي وأحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان " الحديث. وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وحسنه وابن مردويه عن رجل من بني سليم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والطهور نصف الإيمان، والصوم نصف الصبر ". وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه ". وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " التأني من الله، والعجلة من الشيطان، وما شئ أكثر معاذير من الله، وما شئ أحب إلى الله من الحمد " وأخرج ابن شاهين في السنة والديلمي عن أبان بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " التوحيد