بعض جامع الأصول وبعض سنن النسائي، وبعض سنن ابن ماجة وسمع جميع سنن أبي داود وتخريجها للمنذري وبعض المعالم للخطابي، وبعض شرح ابن رسلان على العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي، وكذلك بعض المنتقى لابن تيمية على السيد العلامة عبد القادر بن أحمد. وكذلك سمع شرح بلوغ المرام على العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي وفاته بعض من أوله. وكذلك سمع على العلامة عبد القادر بن أحمد بعض فتح الباري، وعلى الحسن ابن إسماعيل بعض شرح مسلم للنووي، وبعض شرح العمدة على العلامة القاسم بن يحيى الخولاني، والتنقيح في علوم الحديث على العلامة الحسن بن إسماعيل المغربي، والنخبة وشرحها على العلامة القاسم بن يحيى، وبعض ألفية الزين العراقي وشرحها له على السيد العلامة عبد القادر بن أحمد، وجميع منظومة الجزار وجميع شرحها له في العروض على شيخنا المذكور، وشرح آداب البحث وحواشيه على العلامة القاسم بن يحيى الخولاني، والخالدي في الفرائض والضرب والوصايا والمساحة، وطريقة ابن الهائم في المناسخة على السيد العارف يحيى بن محمد الحوثي، وبعض صحاح الجوهري وبعض القاموس على السيد العلامة عبد القادر بن أحمد مع مؤلفه الذي سماه فلك القاموس. هذا ما أمكن سرده من مسموعات صاحب الترجمة ومقروءاته وله غير ذلك من المسموعات.
بعض تلاميذه الذين أخذوا عنه العلم أخذ عنه العلم ابنه العلامة علي بن محمد الشوكاني وكان صالحا عالما مبرزا في جميع العلوم وكان نادرة زمانه على صغر سنه، والعلامة المتحلي بفرائض البيان والمعاني حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني، والعلامة الأديب محمد بن حسن الشجني الذماري، والعلامة الشيخ عبد الحق بن فضل الهندي، والشريف الإمام محمد بن ناصر الحازمي وغير هؤلاء، وكلهم جهابذة محققون ونبلاء مدققون، أولو أفهام خارقة وفضائل فائقة، ولبعضهم تآليف رحم الله الجميع.
مذهبه وعقيدته تفقه على مذهب الإمام زيد وبرع فيه، وألف وأفتى حتى صار قدوة فيه، وطلب الحديث وفاق فيه أهل زمانه حتى خلع ربقة التقليد وتحلى بمنصب الاجتهاد، فألف كتاب " السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار " وقد تكلم فيه على عيون من المسائل وصحيح ما هو مقيد بالدلائل، وزيف ما لم يكن عليه دليل، فقام عليه أهل عصره وغالبهم من المقلدة الجامدين على التعصب في الأصول والفروع، ولم تزل المجادلة والمصاولة بينه وبينهم دائرة، ولم يزالوا ينددون عليه في المباحث من غير حجة، فجعل كلامه في شرح الأزهار الذي هو في فقه آل البيت المختار موجها إليهم في التنفير عن التقليد المذموم، وإيقاظهم إلى النظر في الدليل، لأنه كان يرى تحريم التقليد، وقد ألف في ذلك رسالة سماها " القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد " (1) وعند ما ألف هذه الرسالة تحامل عليه جماعة من علماء الوقت، وأرسل إليه أهل جهته سهام اللوم والمقت، (1)