وعكرمة وقتادة مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة في قوله (وأحاطت به خطيآته) قال: أحاط به شركه وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله (بلى من كسب سيئة) أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بمثل ما كفرتم حتى يحيط كفره بماله من حسنة (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات) أي من آمن بما كفرتم به وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله (وأحاطت به خطيآته) قال: هي الكبيرة الموجبة لأهلها النار. وأخرج وكيع وابن جرير عن الحسن أنه قال: كل ما وعد الله عليه النار فهو الخطيئة. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الربيع ابن خيثم قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب وأخرج مثله ابن جرير عن الأعمش.
قد تقدم تفسير الميثاق المأخوذ على بني إسرائيل. وقال مكي: إن الميثاق الذي أخذه الله عليهم هنا هو ما أخذه الله عليهم في حياتهم على ألسن أنبيائهم، وهو قوله (لا تعبدون إلا الله) وعبادة الله إثبات توحيده وتصديق رسله والعمل بما أنزل في كتبه. قال سيبويه: إن قوله (لا تعبدون إلا الله) هو جواب قسم، والمعنى، استحلفناهم والله لا تعبدون إلا الله، وقيل هو إخبار في معنى الأمر، ويدل عليه قراءة أبي وابن مسعود " لا تعبدوا " على النهي ويدل عليه أيضا ما عطف عليه من قوله: (وقولوا - وأقيموا - وآتوا) وقال قطرب والمبرد: إن قوله (لا تعبدون) جملة حالية: أي أخذنا ميثاقهم موحدين أو غير معاندين. قال القرطبي: وهذا إنما يتجه على قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي " يعبدون " بالياء التحتية. وقال الفراء والزجاج وجماعة: إن معناه أخذنا ميثاقكم بأن لا تعبدوا إلا الله وبأن تحسنوا بالوالدين، وبأن لا تسفكوا الدماء: ثم حذف أن فارتفع الفعل لزوالها. قال المبرد: هذا خطأ، لأن كل ما أضمر في العربية فهو يعمل عمله مظهرا. وقال القرطبي: ليس بخطأ بل هما وجهان صحيحان وعليهما أنشد