وقد ورد في فضل هذه الكملة أعني (حسبنا الله ونعم الوكيل) أحاديث منها ما أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل " قال ابن كثير بعد إخراجه: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرج أبو نعيم عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " حسبي الله ونعم الوكيل، أمان كل خائف ". وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه ولحيته ثم تنفس الصعداء وقال حسبي الله ونعم الوكيل ". وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا (إن الناس قد جمعوا لكم). وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي عن عوف بن مالك أنه حدثهم " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قضى بين رجلين، فقال المقضى عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ردوا على الرجل، فقال: ما قلت؟ قال: قلت:
حسبي الله ونعم الوكيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل ". وأخرج أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يسمع متى يؤمر فينفخ؟ ثم أمر أصحابه أن يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " وهو حديث جيد. وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) قال: النعمة أنهم سلموا، والفضل أن عيرا مرت، وكان في أيام الموسم، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فربح مالا فقسمه بين أصحابه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: الفضل ما أصابوا من التجارة والأجر. وأخرج ابن جرير عن السدي قال:
أما النعمة فهي العافية، وأما الفضل فالتجارة، والسوء: القتل. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله (لم يمسسهم سوء) قال: لم يؤذهم أحد (واتبعوا رضوان الله) قال: أطاعوا الله ورسوله. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عنه في قوله (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) قال: يقول الشيطان يخوف بأوليائه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال: يعظم أولياءه في أعينكم. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة مثل قول ابن عباس. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن: إنما كان ذلك تخويف الشيطان ولا يخاف الشيطان إلا ولي الشيطان.