من الإخلاص، وليمحص ما في قلوبكم من وساوس الشيطان. قوله (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) أي انهزموا يوم أحد: وقيل المعنى: إن الذين تولوا المشركين يوم أحد (إنما استزلهم الشيطان) استدعى زللهم بسبب بعض ما كسبوا من الذنوب التي منها مخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ولقد عفا الله عنهم) لتوبتهم واعتذارهم.
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: أمنهم الله يومئذ بنعاس غشاهم، وإنما ينعس من يأمن. وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أن أبا طلحة قال: غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه، فذلك قوله (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) الآية. وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن الزبير بن العوام قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر وما منهم من أحد إلا وهو يميل تحت جحفته من النعاس، وتلا هذه الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال:
إن المنافقين قالوا لعبد الله بن أبي، وكان سيد المنافقين: قتل اليوم بنو الخزرج، فقال: وهل لنا من الأمر شئ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. وأخرج ابن جرير عن قتادة والربيع في قوله (ظن الجاهلية) قال: ظن أهل الشرك. وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: معتب هو الذي قال يوم أحد: لو كان لنا من الأمر شئ. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أن الذي قال ذلك عبد الله بن أبي. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن عوف في قوله (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) قال: هم ثلاثة، واحد من المهاجرين، واثنان من الأنصار. وأخرج ابن منده وابن عساكر عن ابن عباس في الآية قال:
نزلت في عثمان ورافع بن المعلى وخارجة بن زيد. وقد روى في تعيين " من " في الآية روايات كثيرة.