وابن أبي حاتم والطبراني عن أنس وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأبي الدرداء " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن الراسخين في العلم؟ فقال: من برت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه، ومن عف بطنه وفرجه، فذلك من الراسخين في العلم ". وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن يزيد الأزدي عن أنس مرفوعا نحوه.
وأخرج أبو داود والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الجدال في القرآن كفر ".
وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمر قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن وراء حجرته قوم يتجادلون بالقرآن، فخرج محمرة وجنتاه كأنما يقطران دما فقال: يا قوم لا تجادلوا بالقرآن فإنما ضل من كان قبلكم بجدالهم، إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا، ولكن نزل ليصدق بعضه بعضا، فما كان من محكمه فاعملوا به وما كان من متشابهه فآمنوا به ". وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أم سلمة " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ثم قرأ (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا) الآية ". وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عنها مرفوعا نحوه بأطول منه. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة مرفوعا نحوه. وقد ورد نحوه من طرق أخر. وأخرج ابن النجار في تاريخه في قوله (ربنا إنك جامع الناس ليوم) الآية. عن جعفر بن محمد الخلدي قال: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " أن من قرأ هذه الآية على شئ ضاع منه رده الله عليه، ويقول بعد قراءتها: يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع بيني وبين مالي إنك على كل شئ قدير ".
المراد بالذين كفروا جنس الكفرة - وقيل وفد نجران، وقيل قريظة، وقيل النضير، وقيل مشركو العرب.
وقرأ السلمي " لن يغني بالتحتية، وقرأ الحسن بكون الياء الآخرة تخفيفا. قوله (من الله شيئا) أي من عذابه شيئا من الإغناء، وقيل إن كلمة من بمعنى عند: أي لا تغني عند الله شيئا قاله أبو عبيد، وقيل هي بمعنى بدل. والمعنى بدل رحمة الله وهو بعيد. قوله (وأولئك هم وقود النار) الوقود: اسم للحطب وقد تقدم الكلام عليه في سورة البقرة: أي هم حطب جهنم الذي تسعر به، وهم مبتدأ، ووقود خبره والجملة خبر أولئك، أو هم ضمير فصل، وعلى التقديرين فالجملة مستأنفة مقررة لقوله (لن تغنى عنهم أموالهم) الآية. وقرأ الحسن ومجاهد وطلحة بن مصرف (وقود) بضم الواو وهو مصدر، وكذلك الوقود بفتح الواو في قراءة الجمهور يحتمل أن يكون اسما للحطب كما تقدم فلا يحتاج إلى تقدير، ويحتمل أن يكون مصدرا، لأنه من المصادر التي تأتى على وزن الفعول فتحتاج إلى تقدير: