ذلك، وقد كانوا في الصلاة فلا نطول بذكرها. وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي والترمذي وصححه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والإسماعيلي في صحيحه والحاكم وصححه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) قال: عدلا. وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مثله. وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وغيرهم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " يدعى نوح يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت؟
فيقول نعم، فيدعي قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيقال لنوح:
من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته " فذلك قوله (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) قال: والوسط العدل، فتدعون فتشهدون له بالبلاغ وأشهد عليكم. وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي وابن ماجة عن أبي سعيد نحوه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " أن وأمتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق، ما من الناس أحد إلا ود أنه منا، وما من نبي كذبه قومه إلا ونحن نشهد أنه بلغ رسالة ربه ". وأخرج ابن جرير عن أبي سعيد في قوله (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) بأن الرسل قد بلغوا (ويكون الرسول عليكم شهيدا) بما عملتم، وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس قال مروا بجنازة فأثنى عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " وجبت وجبت وجبت، ومروا بجنازة فأثنى عليها شرا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " وجبت وجبت وجبت فسأله عمر فقال: من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض " زاد الحكيم الترمذي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) الآية وفي الباب أحاديث منها عن جابر مرفوعا عند ابن المنذر والحاكم وصححه، ومنها عن عمر مرفوعا عند ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي، ومنها عن أبي زهير الثقفي مرفوعا عند أحمد وابن ماجة والطبراني والدارقطني في الإفراد والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن، ومنها عن أبي هريرة مرفوعا عند ابن جرير وابن أبي حاتم، ومنها عن سلمة بن الأكوع مرفوعا عند ابن أبي شيبة وابن جرير والطبراني. وأخرج ابن جرير عن عطاء في قوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) قال: يعني بيت المقدس (إلا لنعلم) قال نبتليهم لنعلم من يسلم لأمره. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله (إلا لنعلم) قال لنميز أهل اليقين من أهل الشك (وإن كانت لكبيرة) يعني تحويلها على أهل الشرك والريب. وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: بلغني أن ناسا ممن أسلم رجعوا فقالوا مرة هاهنا ومرة هاهنا. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: لما وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى القبلة، قالوا: يا رسول الله فيكف بالذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله (وما كان الله ليضيع إيمانكم). وقد تقدم حديث البراء. وفي الباب أحاديث كثيرة، وآثار عن السلف.