فالمعنى: نودي بأني أنا ربك، ومن قرأ بالكسر، فالمعنى: نودي يا موسى، فقال الله: إني أنا ربك.
قوله تعالى: * (فاخلع نعليك) * في سبب أمره بخلعهما قولان:
أحدهما: أنهما كانا من جلد حمار ميت، رواه ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه قال علي بن أبي طالب، وعكرمة.
والثاني: أنهما كانا من جلد بقرة ذكية، ولكنه أمر بخلعهما ليباشر تراب الأرض المقدسة، فتناله بركتها، قاله الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة.
قوله تعالى: * (إنك بالواد المقدس) * فيه قولان قد ذكرناهما في [سورة] المائدة عند قوله تعالى: * (الأرض المقدسة) *.
قوله تعالى: * (طوى) * قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: * (طوى وأنا) * غير مجراة. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: " طوى " مجراة; وكلهم ضم الطاء، وقرأ الحسن وأبو حيوة:
" طوى " بكسر الطاء مع التنوين، وقرأ علي بن نصر عن أبي عمرو: " طوى " بكسر الطاء من غير تنوين. قال الزجاج: في " طوى " أربعة أوجه. طوى، بضم أوله من غير تنوين وبتنوين. فمن نونه، فهو اسم للوادي. وهو مذكر سمي بمذكر على فعل نحو حطم وصرد، ومن لم ينونه ترك صرفه من جهتين:
إحداهما: أن يكون معدولا عن طاو، فيصير مثل " عمر " المعدول عن عامر، فلا ينصرف كما لا ينصرف " عمر ".
والجهة الثانية: أن يكون اسما للبقعة، كقوله: * (في البقعة المباركة) *، وإذا كسر ونون فهو مثل معي. والمعنى: المقدس مرة بعد مرة كما قال عدي بن زيد:
- أعاذل، إن اللوم في غير كنهه * علي طوى من غيك المتردد - أي: اللوم المكرر علي; ومن لم ينون جعله اسما للبقعة.
وللمفسرين في معنى " طوى " ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه اسم الوادي، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: أن معنى " طوى " طأ الوادي، رواه عكرمة عن ابن عباس، وعن مجاهد كالقولين