والثاني: تاب من التقصير في الصلاة، وآمن من اليهود والنصارى.
قوله تعالى: * (جنات عدن) * وقرأ أبو رزين العقيلي، والضحاك، وابن يعمر، وابن أبي عبلة:
" جنات " برفع التاء. وقرأ الحسن البصري، والشعبي، وابن السميفع: " جنة عدن " على التوحيد مع رفع التاء. وقرأ أبو مجلز، وأبو المتوكل الناجي: " جنة عدن " على التوحيد مع نصب التاء. وقوله.
* (التي وعد الرحمن عبادة بالغيب) * أي: وعدهم بها، ولم يروها، فهي غائبة عنهم قوله تعالى: * (إنه كان وعده مأتيا) * فيه قولان:
أحدهما: آتيا، قال ابن قتيبة: وهو " مفعول " في معنى " فاعل " وهو قليل أن يأتي الفاعل على لفظ المفعول به. وقال الفراء: إنما لم يقل: آتيا، لأن كل ما أتاك، فأنت تأتيه; ألا ترى أنك تقول: أتيت على خمسين سنة، وأتت على خمسون.
والثاني: مبلوغا إليه، قاله ابن الأنباري. وقال ابن جريج: " وعده " هاهنا: موعوده، وهو الجنة، و " مأتيا ": يأتيه أولياؤه.
قوله تعالى: * (لا يسمعون فيها لغوا) * فيه قولان:
أحدهما: أنه التخالف عند شرب الخمر، قاله مقاتل.
والثاني: ما يلغى من الكلام ويؤثم فيه، قاله الزجاج. وقال ابن الأنباري: اللغو في العربية:
الفاسد المطرح.
قوله تعالى: * (إلا سلاما) * قال أبو عبيدة: السلام ليس من اللغو، والعرب تستثني الشئ بعد الشئ وليس منه، وذلك أنها تضمر فيه، فالمعنى: إلا أنها يسمعون فيها سلاما. وقال ابن الأنباري: استثنى السلام من غير جنسه، وفي ذلك توكيد للمعنى المقصود، لأنهم إذ لم يسمعوا من اللغو إلا السلام، فليس يسمعون لغوا البتة، وكذلك قوله: * (فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) *.
إذا لم يخرج من عداوتهم لي غير رب العالمين، فكلهم عدو.
وفي معنى هذا السلام قولان:
أحدهما: أنه تسليم الملائكة عليهم، قاله مقاتل.
والثاني: أنهم لا يسمعون إلا ما يسلمهم، ولا يسمعون ما يؤثمهم، قاله الزجاج.
قوله تعالى: * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) * قال المفسرون: ليس في الجنة بكرة ولا عشية، ولكنهم يؤتون برزقهم - على مقدار ما كانوا يعرفون - في الغداة والعشي. قال الحسن: كانت العرب لا تعرف شيئا من العيش أفضل من الغداء والعشاء، فذكر الله لهم ذلك. وقال قتادة: كانت العرب