* (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) * (1).
وفي قوله تعالى: * (... ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل...) * (2)، رد على المشركين في سعة قدرته وملكه عز وجل وليس له معين من الذل وهو العجز عن القهر والإلزام.
وأوضح من هذا قوله تعالى: * (... لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) * (3)، الذي جمع فيه بين الملك والقهر لله تعالى يوم القيامة.
وحينما يكون الله تعالى قاهرا ومهيمنا ومسيطرا على كل شئ في يوم القيامة ويكون الآخرون مقهورين ومهيمنا عليهم فإنهم لا بد وأن يكونوا في معرض (الجزاء والحساب) بموجب العدل الإلهي الذي اقتضى أن يكون الحساب والجزاء على أعمال الظلم والعدوان في الحياة الدنيا.. في الدار الآخرة، وهكذا الثواب، وتحقق منهم حالة (الطاعة) أيضا، لأنها لازم من لوازم (القهر الإلهي) الذي يكون (عادة) بلحاظ كونه حالة ثابتة ومستقرة وليس حالة مؤقتة، ففي هذا اليوم (يوم الدين) تكون حركة المخلوقات كلها متطابقة مع الإرادة الإلهية التكوينية والتشريعية.
وأما في هذه الدنيا فالامر يبدو مختلفا، حيث قد تبدو بعض الموجودات وبحسب المظهر الخارجي والشكلي لها وكأنها تتحرك وتتصرف على خلاف الإرادة الإلهية وغير مقهورة لها، كما في حالات المعصية التي تصدر عن الإنسان وغيره