(ذلة) المؤمن تجاه المؤمنين ولا (ذلة) الإنسان تجاه والديه (عبادة) لأنها ذلة رحمة ورأفة لا ذلة تعظيم.
ومن قبيل هذا ما ورد في بعض الروايات ويذكره الفقهاء من حرمة أو كراهة تقبيل اليد للتعظيم إلا يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو يدا أريد بها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأما تقبيل اليد بدون تعظيم كإظهار المحبة والرحمة كتقبيل الأب يد طفله فهو غير حرام.
والاحتمال الارجح والأكثر مناسبة لمعنى (العبادة) العرفي هو تفسيرها (بالخضوع) مع أخذ صفة (التقديس بالإلوهية) فيه، كما تشير إلى ذلك بعض الآيات الكريمة في مصاديق العبادة * (... ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك...) * (1)، * (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم...) * (2)، * (... نعبد أصناما فنظل لها عاكفين) * (3)، وكذلك الآيات التي تقارن بين عبادة الله وعبادة الأصنام، وحينئذ تكون العبادة بهذه الخصوصية محرمة لغير الله تبارك وتعالى، كما دلت على ذلك الآيات الكثيرة التي تنهى عن عبادة غير الله تعالى.
ومن المحتمل أن يكون مقصود العلامة الطباطبائي (قدس سره) هو الإشارة إلى هذه الخصوصية بالتعبير عنها بالمملوكية، لأنها تعبر عن منتهى درجات الخضوع والتقديس بالإلوهية، وعلى هذا الأساس حرم الإسلام العبادة لغير الله تعالى، لأنها شرك بالله، كما حرم كل الأعمال التي لها الاختصاص بالتعبير عن (الخضوع