كما في لفظ (العبادة) و (التعظيم) و (الاحترام).
ولذا احتيج في الفعل (خضع) إلى تعدية بالحرف المعبر عن النسبة وهو (اللام) لان الشئ المدلول عليه بالحرف غير مأخوذ في المعنى الموضوع له بخلاف (عبد) فإن الإضافة قد اخذت في المعنى الموضوع له، ومن ثم تكون هذه الخصوصية مدلولا عليها من خلال الفعل الذي يكون فعلا متعديا بذاته، وهذا في الواقع قانون عام في الافعال اللازمة والمتعدية، فحينما تكون النسبة مأخوذة في الفعل نفسه يكون الفعل متعديا بذاته ولا يحتاج إلى حرف جر لتعديته، وإلا يصبح الفعل لازما وحينئذ يحتاج إلى الاستعانة بالحرف المناسب للتعبير عن تلك النسبة وتعديته.
ولعل العلامة الطباطبائي (قدس سره) عندما فسر العبادة بالمملوكية لا بالخضوع والذلة - وان فسرت العبادة بالخضوع للشئ - انما فعل ذلك لأنه قد لاحظ وجود الفرق الأساسي في مقام التعامل مع مفهومي (العبادة) و (الخضوع) في الشريعة الإسلامية، وحتى في الحالة الوجدانية والعرفية بين الناس.
فالعبادة لغير الله محرمة شرعا كائنا من كان الطرف الآخر، بينما لا يحرم على الإنسان الخضوع لغيره واطاعته له كإطاعة النبي والإمام (عليه السلام) والخضوع للأبوين، بل قد تجب هذه الطاعة والخضوع في أحيان كثيرة، قال تعالى:
* (... أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم...) * (1).
* (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة...) * (2).