أثره عليهم حتى تحدث المشركون بذلك، وحينها أمر النبي (صلى الله عليه وآله) من معه من المسلمين بأن يدخلوا الحرم جماعة وأن يهرولوا لإظهار القوة والمنعة أمام المشركين، وقال (صلى الله عليه وآله) رحم الله من أظهر في هذا اليوم قوته (1).
كما أن في قصة (عين) رستم دلالة على هذا أيضا، فقد روى الطبري في تاريخه أن رستم لما نزل (النجف) بعث منها عينا إلى عسكر المسلمين فانغمس فيهم (بالقادسية) كبعض من ندمهم، فرآهم يستاكون عند كل صلاة ثم يصلون فيفترقون إلى مواقفهم، فرجع إليه فأخبره بخبرهم وسيرتهم حتى سأله ما طعامهم، فقال: مكثت فيهم ليلة لا والله ما رأيت أحدا منهم يأكل شيئا إلا أن يمصوا عيدانا لهم حين يمسون وحين ينامون وقبيل أن يصبحوا.
فلما سار نزل بين (الحصن) و (العتيق) وافقهم وقد أذن مؤذن سعد الغداة فرآهم يتحشحشون، فنادى في أهل فارس أن يركبوا، فقيل له ولم، قال: أما ترون إلى عدوكم قد نودي فيهم فتحشحشوا لكم، قال عينه ذلك: إنما تحشحشهم هذا للصلاة... فلما عبروا تواقفوا وأذن مؤذن سعد للصلاة، فصلى سعد، وقال رستم:
أكل عمر كبدي (2).
وهكذا يمكننا في الواقع تفسير مجموعة من الشعارات وضعت للمسلمين وتؤدى بشكل جمعي خصوصا شعارات (الحج) إذ أن أحد أهدافها - والله أعلم - هو إظهار جماعة المسلمين بمظهر القوة والمنعة.
الثانية: إن الأداء الجمعي يؤدي في بعده السياسي نفس الأثر الذي يؤديه