1 - عنصر المدح والثناء: إذ لا بد من افتراض حسن العمل الذي يراد الشكر عليه ومن ثم مدحه والثناء عليه، وحينئذ يلتقي الشكر مع المدح في هذه الخصوصية ويكون مصداقا من مصاديقه.
2 - لا بد من أن يكون الشكر على أمر اختياري، فلا تشكر الدرة على جمالها والوردة على شذاها ولا معطي الزكاة أو الخمس مكرها على اعطائه، لأن هذه الأمور وإن كانت حسنة إلا أن عنصر الاختيار فيها مفقود، فلا يصح شكره وإن صح مدحه، فالشكر إذن ثناء متعلقه هو الفعل الحسن الاختياري.
3 - أن يكون الشكر انعكاسا وانفعالا - إن صح التعبير - عن الفعل الحسن، فهو مدح مع وجود اليد ورد الجميل وعرفان له، ولا نقصد بحالة الانعام هنا الانعام بمعناه الشخصي والضيق، بل المقصود به المعنى الأعم الذي يشمل حتى حالات الانعام التي تنسب إلى الشخص ولو بشكل غير مباشر، من قبيل الانعام على عشيرته أو أسرته أو أصدقائه أو مجتمعه.
وحينئذ لا يثبت مفهوم الشكر في حالة المبادرة والابتداء بالمدح حتى لو كان ذلك الفعل حسنا أو اختياريا.
وأما (الحمد) فهو وإن شابه المدح والشكر من حيث كونه مصداقا من مصاديق الثناء " اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك " (1) إلا أنه يكفي فيه أن يكون متعلقه فعلا حسنا اختياريا ولا تشترط فيه مسألة عرفان الجميل، إذ يمكن أن يكون (الحمد) ابتداء.
وتفسير الحمد بالشكر في بعض الروايات باعتباره مصداقا من مصاديق الشكر (بالحمل الشايع الصناعي)، فقد يشكر العبد مولاه بحمده والثناء عليه