من الآية المباركة - والله أعلم - بيان أن هذه الحركة في واقعها منسوبة إلى الله تعالى، باعتبارها أمرا وتقديرا إلهيا، إضافة إلى ابراز ارتباطها شكلا وصورة به تبارك وتعالى، وذلك من خلال استخدام كلمة (الاسم).
وهكذا في مسألة الذبح والأضاحي:
* (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه...) * (1).
فالذبح قد يكون لغير الله (الأصنام) وهو محرم أكله كيفما كان، وقد يكون لأجله تبارك وتعالى وبأمره، وحينئذ يكون مرتبطا به بحسب الواقع، ولكن الشارع المقدس لم يكتف بهذا المقدار بحيث يكون الذبح وبحسب (النية) مرتبطا به، وإنما أراد أن يكون شكل الذبح وصورته مرتبطا به أيضا، ولذلك اشترط ذكر اسم الله عليه وعدم الاكتفاء ب (النية) فقط.
ومن هذا القبيل أيضا مورد (البسملة)، فكأن القرآن الكريم أراد تربية الإنسان المسلم على الاستعانة بالله تبارك وتعالى في كل أعماله، ولكن ليست الاستعانة بحسب المضمون والنية فقط، بل أراد له من خلال الممارسة الخارجية إظهار وإبراز شكل هذه الاستعانة وتجسيدها خارجيا، فتكون شعيرة ولذلك استخدم كلمة الاسم * (بسم الله الرحمن الرحيم) * (2)، ونسب إليه الاستعانة ولم ينسبها إلى لفظ الجلالة مباشرة وإن كان الاسم يعكس المسمى ويعطي مضمونه، بل هي استعانة بالاسم والمسمى معا تكون شعيرة الهية.
وأما بالنسبة إلى التساؤل الثاني وهو: علة اضمار الفعل في البسملة، فلعل