في بعض الأحيان وإن كان للخلفية التي يحملها الإنسان عنه مدخلية في تحديد درجة تأثيره.
ومع أن تحديد وضبط السلوك البشري قد اوكل إلى الشريعة والوحي الإلهي في النظرية الإسلامية، إلا أن الشريعة ذاتها قد اهتمت بالعرف العام نظرا لما له من أهمية خاصة، وجعلته أداة لتحقيق الضبط السلوكي والقانوني للإنسان، وعملت على إيجاد الأعراف التي تنسجم مع السلوك الذي يراد تربية الإنسان المسلم عليه من قبل الشريعة، وكان (للشعار) دور مهم في إيجاد هذا العرف العام، ولعل بالإمكان ملاحظة مثل هذا الامر في بعض الأحكام الشرعية والتي من جملتها:
حرمة التجاهر بالإفطار في شهر رمضان حتى للمعذور شرعا كالمريض والمسافر، لأن في هذا التجاهر خرقا للعرف العام الذي أريد أن يكون عليه مظهر المسلمين في هذا الشهر المبارك.
وأحكام التشبه بالكافرين في ملبسهم أو الرجال بالنساء أو بالعكس - مثلا - هذه الأحكام التي تعود في الحقيقة إلى مسألة إيجاد (العرف العام) والحالة العامة التي يجب أن يعيشها المسلمون بحيث يكون خرقها نقطة سلبية في تصور النظرية الإسلامية عما يجب أن يكون عليه مظهر المجتمع الإسلامي.
وكراهة ارتكاب (منافيات المروءة) من قبيل الاكل في الطرقات العامة أو الضحك عاليا في أماكن معينة إذا كانت هذه الأمور خلاف المتعارف عليه بين الناس. بل قد يجعل بعض الفقهاء ارتكاب منافيات المروءة منافيا (للعدالة) هذه الملكة التي تكون موجبة لانضباط الإنسان بأحكام الشريعة والتي تضعه على جادة الصواب، كل هذا لأن ارتكاب مثل هذه الأمور يشكل خرقا للأعراف