.......... والنقص في * " فتي " و " ليس " " زال " دائما قفي (1) وقال بعضهم: إن المحذوف في قولهم: جاء القوم لاغير، هو " ليس "، وتكون الجملة بذكر " لا " غلطا، كما صرح به أبو طالب في حواشيه على " شرح الألفية " لجلال الدين السيوطي، فعليه يلزم أن تكون كلمة " ليس " تامة، كما عليه أهل المعقول، بل وجمع من علماء الأصول.
وقد مر شطر من البحث حول التمام والنقص - إمكانا وفي مرحلة الثبوت - في موضع من هذا الكتاب.
وبالجملة: حيث تكون جملة " عليهم " متعلقة بكلمة " خوف "، فيكون النفي هو الخوف المقيد، وهو خوفهم، وتصير كلمة " ليس " تامة ولنفي المبتدأ بدون أن يكون هناك خبر، وهذا هو الأنسب ببحوث البلاغة، كما يأتي - إن شاء الله تعالى - ولا داعي إلى أن يكون كلمة " عليهم " متعلقة بفعل محذوف في حكم الخبر، أي " فلا خوف يكون هو عليهم "، أي مستقرا وثابتا عليهم، فإنه حذف شنيع، كما لا يخفى.
قوله تعالى: * (ولا هم يحزنون) *، وحيث إن الجملة معرفة تكون شاهدة على أن " لا " مشبهة ب " ليس "، وليس مثل " ولا حول ولا قوة إلا بالله "، وفي اصطلاح أهل القياس: هو من الشرطيات المركبة بناء على أن يكون " من " موصولة، فيكون الشرطية جواب الشرط، ولكن لا يبعد كونها موصولة محضة، بقرينة قوله تعالى: * (والذين كفروا وكذبوا) *، فتكون الفاء للتفريع، لأن الجزاء لا يكون أمرا غير اختياري، بل الجزاء جعالة