(ريش) قدم عليه رضي الله عنه جرير بن عبد الله فسأله عن سعد بن أبي وقاص فأثنى عليه خيرا. قال: فأخبرني عن الناس. قال: هم كسهام الجعبة منها القائم الرائش ومنها العصل الطائش وابن أبي وقاص يغمز عصلها ويقيم ميلها والله أعلم بالسرائر.
القائم الرائش: أي المعتدل ذو الريش وهو بمنزلة الماء الدافق والعيشة الراضية.
العصل: المعوج.
الطائش: الزال عن الهدف علي عليه السلام اشترى قميصا بثلاثة دراهم وقال: الحمد لله الذي هذا من رياشه.
الريش: الكسوة التي يتزين بها استعير من ريش الطائر لأنه كسوته وزينته قال الله تعالى: لباسا يوارى سوأتكم وريشا.
والرياش يحتمل وجهين: أن يكون جمع ريش وأن يكون مفردا مبنيا من لفظة على فعال كلباس.
(ريث) أبو ذر رضي الله عنه في حديث إسلامه قال [لي] أخي أنيس: إن لي حاجة بمكة فانطلق فراث فقلت: ما حبسك قال: لقيت رجلا على دينك يزعم أن الله أرسله. قلت: فما يقول الناس قال: يقولون: ساحر كاهن شاعر.
وكان أنيس أحد الشعراء فقال: والله لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد. ولقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم. والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون.
فقلت: اكفني حتى أنظر قال: نعم وكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنفوا له وتجهموا له.
فانطلقت فتضعفت رجلا من أهل مكة فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ فمال على أهل الوادي بكل مدرة وعظم وحجر فخررت مغشيا على فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر فأتيت زمزم فغسلت عنى الدم وشربت من مائها ثم دخلت بين الكعبة وأستارها فلبثت بها ثلاثين من بين يوم وليلة ومالي بها طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة [من] جوع.
فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان قد ضرب الله على أصمختهم فما تطوف بالبيت غير امرأتين فاتتا على وهما تدعوان إسافا ونائلا فقلت: أنكحوا إحداهما الأخرى. فما