(شاة) عن سوادة بن الربيع رضي الله عنه أتيته بأمي فأمر لها بشياه غنم وقال:
مري بنيك أن يقلموا أظفارهم أن يوجعوا أو يعبطوا ضروع الغنم ومري بنيك أن يحسنوا غذاء رباعهم.
الشياة: جمع شاة وأصلها شاهة فحذفت لامها كما حذفت من عضه ولامها على حرفين هاء وياء كما أن لام عضه على هاء وواو فمن جعلها هاء قال في التكسير شاة والتصغير شياه وشويهة وفى النسب شاهى. ومن جعلها ياء قال: شوى وتشاء وشوية وشاوي وأما عينها فواو كما ترى والعرب تسمى البقرة الوحشية شاة فلذلك أضاف الشياة إلى الغنم تمييزا.
أن يوجعوا أي مخافة أن يوجعوا.
يعبطوا: يعقروا ويدموا.
الرباع: جمع ربع.
وأراد بإحسان غذائها ألا يستقصى جلب أمهاتها إبقاء عليها.
(شور) أبو بكر رضي الله عنه ركب فرسا يشوره فقام إليه فتى من الأنصار فقال:
احملني عليه يا خليفة رسول الله فقال أبو بكر: لأن أحمل عليه غلاما ركب الخيل على غرلته أحب إلى من أن أحملك عليه. فقال: أنا والله أفرس منك ومن أبيك. قال المغيرة:
فما تمالكت حين سمعته أن أخذت بأذنيه ثم ركبت أنفه بركبتي فكأن أنفه عزلاء مزادة انثعبت فتواثبت الرجال من الأنصار ومضى أبو بكر رضى الله تعالى عنه فلما رأى ما يصنعون بي قال: إن المغيرة رجل وازع فلما سمعوا ذلك أرسلوني.
يشوره: يعرضه والمشوار المعرض.
ومنه حديث أبي طلحة رضي الله عنه: إنه كان يشور نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
على غرلته: منصوب الموضع على الحال أي وهو أغرل أي أقلف يعنى ركبها في إبان حداثته معتاد للركوب متطبع به ومن ركبها كبيرا كان كما قال:
لم يركبوا الخيل إلا بعد ما كبروا * فهم ثقال على أكتافها ميل ركبت أنفه بفتح الكاف أي ضربته بركبتي ولو روى بكسرها لكان أوجه لذكره الركبة كما تقول: علوته بركبتي.
العزلاء: فم المزادة، والجمع العزالى.
الوازع: الذي يدبر أمور الجيش ويرد من شذ منهم ولا يقتص من مثله إذا أدب.
عمر رضي الله عنه تدلى رجل بحبل ليشتار عسلا فقعدت امرأته على الحبل فقالت: لأقطعنه أو لتطلقني. فطلقها فرفع إلى عمر فأبابها منه.