الجنون وشر الروايا روايا الكذب ومن ينو الدنيا تعجزه ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا ولا يذكر الله إلا مهاجرا.
الشعبة من الشئ: ما تشعب منه أي تفرع كغصن الشجرة. وشعب الجبال: ما تفرق من رؤوسها وعندي شعبة من كذا أي طائفة منه.
والمعنى أن الشباب شبية بطائفة من الجنون لأنه يغلب العقل بميل صاحبه إلى الشهوات غلبة الجنون.
في الروايا ثلاثة أوجه: أن يكون جمع روية أي شر الأفكار ما لم يكن صادقا منصبا إلى الخير وجمع رواية أراد الكذب في [رواية] الأحاديث وجمع رواية وهي الجمل الذي يروى عليه الماء أي يستقى يقال. رويت على أهلي إذا أتيتهم بالماء وهو راو من قوم رواة أي شر الروايا من يأتي الناس بالأحبار الكاذبة شبيها بالرواية فيما يلحقه في تحمل ذلك والاستقلال بأعبائه من العناء والنصب.
نوى الشئ: جد في طلبه أي من طلبها جادا في ذلك ليبلغ غايتها أعجزته وخيبته.
دبرا: أي خرا وروى بالفتح ودبر الشئ ودبره: عقبة وآخره.
مهاجرا: أي يهاجر قلبه لسانه ولا يواطئه على الذكر.
ابن عباس رضي الله عنهما قال له رجل من بلهجيم: ما هذه الفتيا التي قد شعبت الناس أي فرقتهم. والشعب من ضداد يكون التفرقة والملاءمة وأصل الباب وما اشتق منه على التفريق وكأن الملاءمة إنما قيل لها شعب لأنها تقع عقيبة التفريق وبعده فهي من باب تسمية الشئ باسم ما يجاوره ويدانيه.
قال في قوله عز وجل وجعلناكم شعوبا وقبائل: الشعوب:
الجماع. والقبائل: الأفخاذ يتعارفون بها.
جماع كل شئ: مجتمع أصله يقال لما اجتمع في الغصن من براعيم النور: هذا جماع الثمر.
والعرب على ست طبقات: شعب كمضر وقبيلة ككنانة وعمارة كقريش وبطن كقصي وفخذ كهاشم وفصيلة كالعباس.
وقيل: الجماع الذين ليس لهم أصل نسب فهم متفرقون. قال ابن الأسلت:
* من بين جمع غير جماع