المرآة والمخبر. وإني أقبلت أطلب بدم الإمام المركوبة منه الفقر الأربع فمن ردنا عنه بحق قبلناه، ومن ردنا عنه بباطل قاتلناه فربما ظهر الظالم على المظلوم والعاقبة للمتقين.
فأخبر الأحنف بما قالت فأنشأ فيها أبياتا وهي:
فلو كانت الأكنان دونك لم يجد عليك مقالا ذو أذاة بقولها وقفت بمستن السيول وقل من يثوى بها إلا علاه بليلها مخضت سقائي غدرة وملامة وكلتاهما كادت يغولك غولها فلما بلغتها مقالته قالت: لقد استفرغ حلم الأحنف هجاؤه إياي إلى كأن يستجم مثابة سفهه إلى الله أشكو عقوق أبنائي! ثم أنشأت تقول:
بنى اتعظ إن المواعظ سهلة * ويوشك أن تختار وعرا سبيلها فلا تنسين في الله حق أمومتي * فإنك أولى الناس ألا تقولها [ولا تنطقن في أمة لي بالخنى * حنيفية قد كان بعلى رسولها فاعتذر إليها الأحنف] السحر: الرئة والمراد الموضع المحاذي للسحر من جسدها وروى: شجري قال الأصمعي: هو الذقن بعينه حيث اشتجر طرفا اللجيتن من أسفل. وقيل: هو التشبيك تريد أنها ضمته بيديها إلى نحرها مشبكة بين أصابعها الحاقنة: النقرة بين الترقوة وحبل العاتق الذاقنة: طرف الحلقوم. والمعنى: أنه قبض وهي ملازمته وضامته إلى هذه المواضع من جسدها.
الأقواء: فيه وجهان: أن يكون علما للمكان أو جمع قى وهو القواء أي المكان القفر.
وفى حديثها في قصة العقد: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي ثم ذكرت أن رسول الله أصبح على غير ماء وأن آية التيمم قد نزلت فلعل اسم تلك البيداء الأقواء.
رابع أربعة أي واحد من الأربعة وهم: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام وزيد بن حارثة وأبو بكر رضى الله تعالى عنهما.
وهف الأمانة: الإقامة بها من الواهف وهو قيم البيعة وهف يهف وهفا وحقيقة معناه: الدنو وهف ووحف أخوان يقال: خذ ما وهف لك أي دنا وأمكن كما يقال: خذ ما أطف لك ومعنى الاطفاف الدنو. وحف يحف إذا دنا. قال ابن الأعرابي وأنشد:
أقبلت الخود إلى الزاد تحف توقد للقدر مرارا وتقف