بعرفات بعضهم لا جميعهم وفي قول جبير ما كان إلا توفيقا من الله له دلالة على أن الله لم يكن أمره في ذلك الوقت بوحي منزل عليه بالوقوف بعرفة إذ لو كان في ذلك الوقت كان الله قدر أمره بالوقف بعرفة عند جبير بن مطعم لأشبه أن يقول فعلمت أن الله أمره بذلك وإنما قلت إنه جائز أن يكون جبير بن مطعم أراد قبل ان ينزل عليه أي جميع القرآن لأن جميع القرآن لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل هجرته إلى المدينة وإنما نزل عليه بعض القرآن بمكة قبل الهجرة بالمدينة بعد الهجرة واستدللت بأنه أراد بقوله قبل أن ينزل عليه القرآن جميع القرآن لا أنه أراد قبل أن ينزل عليه شئ من القرآن لأن محمد بن معمر حدثنا قال ثنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج أخبرني أبي عن جبير بن مطعم قال أضللت جملا لي يوم عرفة فانطلقت إلى عرفة أتتبعه فإذا أنا بمحمد واقفا في الناس بعرفة على بعيره عشية عرفة وذلك بعدما أنزل عليه قال أبو بكر فإن كان عبد العزيز بن جريج قد أدرك جبير بن مطعم فهذا الخبر يبين أن تأويل خبر نافع بن جبير عن أبيه أي قبل أن ينزل عليه جميع القرآن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو قال سمعت محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال ذهبت أطلب بعيرا لي بعرفة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة مع الناس فقلت والله إن هذا لمن الحمس فما شأنه هاهنا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقف بعرفة سنيه التي كان بها ثناه المخزومي وقال عن محمد بن جبير عن أبيه وقال فما له خرج من الحرم وكانت قريش لا تجاوز الحرم تقول نحن أهل الله لا نخرج من الحرم ولم يقل كان يقف بعرفة سنيه التي كان بها
(٣٥٤)