وهذا من الجنس الذين كنت أعلمت في غير موضع من كتبنا أن العرب قد تذكر عدد الشئ لا تريد نفيا لما زاد عن ذلك العدد ثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم أنهما حدثاه قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدى سبعين بدنة وكان الناس سبعمائة رجل فكانت كل بدنة عن عشرة نفر قال محمد فحدثني الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنا أصحاب الحديبية أربع عشر مائة ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان وثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عام الحديبية في بضع عشر مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدى وأشعره فأحرم منها فذكر الحديث قال أبو بكر في خبر بن إسحاق ساق معه الهدى سبعين بدنة كان الناس سبعمائة رجل يريد سبعمائة رجل الذين نحر عنهم السبعين البدنة لا أن جميع أصحابه الذين كانوا معه بالحديبية كانوا سبعمائة رجل من الجنس الذي نقول إن اسم الناس قد يقع على بعض الناس كقوله تعالى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فالعلم محيط أن كل الناس لم يقولوا ولا كل الناس قد جمعوا لهم وكذلك قوله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فالعلم محيط أن جميع الناس لم يفيضوا من عرفات وإنما أراد بقوله أفاض الناس بعض الناس لا جميعهم وهذا باب طويل ليس هذا موضعه وخبر بن عيينة يصرح بصحة هذا التأويل ألا تسمعه
(٢٩٠)