فيه أنه إذا رأى مسلم في المنام الثياب البيض على ميت مسلم فذلك دليل على حسن حاله وأنه من أهل الجنة قوله (هذا حديث غريب) وأخرجه أحمد وهو حديث ضعيف (وعثمان ابن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي) قال في التقريب عثمان بن عبد الرحمن ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري الوقاصي أبو عمرو المدني متروك وكذبة ابن معين وقال في تهذيب التهذيب قال الهيثم بن عدي توفي في خلافة هارون روى له الترمذي حديثا واحدا في ذكر ورقة بن نوفل قوله (فنزع أبو بكر ذنوبا) بفتح الذال المعجمة وهو الدلو فيها ماء والملأى أو دون الملأى كذا في القاموس قال الحافظ واتفق من شرح هذا الحديث على أن ذكر الذنوب إشارة إلى مدة خلافته وفيه نظر لأنه ولي سنتين وبعض سنة فلو كان ذلك المراد لقال ذنوبين أو ثلاثة والذي يظهر لي أن ذلك إشارة إلى ما فتح في زمانه من الفتوح الكبار وهي ثلاثة ولذلك لم يتعرض في ذكر عمر إلى عدد ما نزعه من الدلاء وإنما وصف نزعه بالعظمة إشارة إلى كثرة ما وقع في خلافته من الفتوحات وقد ذكر الشافعي تفسير هذا الحديث في الأم فقال بعد أن ساقه ومعنى قوله وفي نزعه ضعف قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب لأهل الردة عن الافتتاح والازدياد الذي بلغه عمر في طول مدته انتهى فجمع في كلامه ما تفرق في كلام غيره انتهى (فيه ضعف) وفي رواية البخاري وفي نزعه ضعف قال الحافظ أي على مهل ورق (والله يغفر له) قال النووي هذا دعاء من المتكلم أي أنه لا مفهوم له وقال غيره فيه إشارة إلى قرب وفاة أبي بكر وهو نظير قوله تعالى لنبيه عليه السلام فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فإنها إشارة إلى قرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال الحافظ ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه لأن سببه قصر مدته فمعنى المغفرة له رفع الملامة عنه (فاستحالت غربا) أي انقلبت الدلو التي كانت ذنوبا غربا أي دلوا عظيمة والغرب بفتح الغين المعجمة وسكون الراء المهملة (فلم أر عبقريا)
(٤٦٨)