لهم عدة واحدة فيه إشارة إلى وقوع ذلك في آخر الأمر لأنهم كانوا في أول الأمر في غاية الضيق ثم حصل لهم التوسع بعد الفتح وفي كل ذلك رد على من زعم أن قصتها كانت متقدمة قبل قصة الافك وحمله على ذلك وقوع ذكرها في حديث الإفك وقد قدمت الجواب عن ذلك هناك ثم رأيت الشيخ تقي الدين السبكي استشكل القصة ثم جوز أنها كانت تخدم عائشة قبل شرائها أو اشترتها وأخرت عتقها إلى بعد الفتح انتهى كلام الحافظ بقدر الحاجة تنبيه آخر إعلم أن روايات كون زوج بريرة عبدا لها ترجيحات عديدة على روايات كونه حرا ذكرت بعضا منها فيما تقدم والباقية مذكورة في فتح الباري والنيل والإمام ابن الهمام قد عكس القضية بوجوه عديدة كلها مخدوشة ولولا مخافة طول الكلام لبينت ما فيها من الخدشات باب ما جاء أن الولد للفراش قوله (الولد للفراش) أي لمالكه وهو الزوج والمولى لأنهما يفترشانها قاله في المجمع وفي رواية للبخاري الولد لصاحبه الفراش وقال في النيل اختلف في معنى الفراش فذهب الأكثر إلى أنه اسم للمرأة وقيل إنه اسم للزوج وروي ذلك عن أبي حنيفة وأنشد ابن الأعرابي مستدلا على هذا المعنى قول جرير باتت تعانقه وبات فراشها وفي القاموس إن الفراش زوجة الرجل انتهى (وللعاهر الحجر) العاهر الزاني يقال عهر أي زنا وقيل يختص ذلك بالليل وقال في القاموس عهر المرأة كمنع وعاهرها أي أتاها ليلا للفجور أو نهارا انتهى ومعنى له الحجر الخيبة أي لا شئ له في الولد والعرب تقول له الحجر وبفيه التراب يريدون ليس له الخيبة وقيل المراد الحجر أنه يرجم بالحجارة إذا زنى ولكنه لا يرجم بالحجارة كل زان بل للمحصن فقط وظاهر الحديث أن الولد إنما يلحق بالأب بعد ثبوت الفراش وهو لا يثبت إلا بعد إمكان الوطء في النكاح الصحيح أو الفاسد وإلى ذلك ذهب الجمهور وروي عن أبي حنيفة أنه يثبت بمجرد العقد قلت والحق ما ذهب إليه الجمهور قوله (وفي الباب عن عمر وعثمان الخ) حديث
(٢٦٩)