باب ما جاء في الشفعة للغائب قوله (الجار أحق بشفعته) أي بشفعة جاره كما في رواية أبي داود (ينتظر) بصيغة المجهول (به) أي بالجار قال ابن رسلان يحتمل انتظار الصبي بالشفعة حتى يبلغ وقد أخرج الطبراني في الصغير والأوسط عن جابر أيضا مرفوعا الصبي على شفعته حتى يدرك فإذا أدرك فإن شاء أخذ وإن شاء ترك وفي إسناده عبد الله بن بزيغ وكذا في النيل قلت قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن بزيغ قال الدارقطني لين ليس بمتروك وقال ابن عدي ليس بحجة وهو قاضي تستر وعامة أحاديثه ليست بمتروكة انتهى (وإن كان غائبا) بالواو وإن وصلية قال الطيبي في شرح المشكاة بإثبات الواو في الترمذي وأبي داود وابن ماجة والدارمي وجامع الأصول وشرح السنة وبإسقاطها في نسخ المصابيح والأول أوجه (إذا كان طريقهما) أي طريق الجارين أو والدارين (هذا حديث حسن غريب) ورواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والدارمي قوله (لا نعلم أحدا تكلم فيه غير شعبة من أجل هذا الحديث) قال الذهبي في الميزان عبد الملك بن أبي سليمان أحد الثقات المشهورين تكلم فيه شعبة لتفرده عن عطاء بخبر الشفعة للجار قال وكيع سمعت شعبة يقول لو روى عبد الملك حديثا اخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه وقال أبو قدامة السرخسي سمعت يحيى القطان يقول لو روى عبد الملك حديثا آخر كحديث الشفعة لتركت حديثه وروى أحمد ابن أبي مريم عن يحيى ثقة وقال أحمد حديثه في الشفعة منكر وهو ثقة انتهى وقال المنذري بعد نقل كلام الترمذي وقال الإمام الشافعي يخاف أن لا يكون محفوظا وأبو سلمة حافظ وكذلك أبو الزبير ولا يعارض حديثهما بحديث عبد الملك وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال هذا حديث منكر وقال يحيى لم يحدث به إلا عبد الملك وقد أنكره
(٥٠٩)