المرشد لكل ساري والامام القائد يرى في صاحبها المثل الاعلى والحكم الراشد فبأنتهاجها يكون له العز والسلطان والنصر والتمكين وان الداعي إلى الحق ان تمسك بأهدابها وتمثل فضائلها باخلاص وصدق كان حجة الله على العباد. وكل مؤمن ان راعى هدى نبيه وعمل بآدابه في اكله وشربه ويومه وقيامه وعامل أولاده وزوجته وجيرانه وعشيرته وأمته بما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم في معاملاته. ولو تحرى كل آداب السنة في الاخذ والعطاء وتمثل فيما يأتي ويذر بالصدق والوفاء ولو اتخذ خلوص النية شعاره وجعل المحبة لاخوانه دثاره لبلغنا جميعا الغاية وسدنا الأمم في هذا العصر الذي يعاني من أزمة الضمير وغياب القيم والمثل والمبادئ والذي طرح فيه الدين جانبا وسادت فيه شريعة الغاب. ولكان لنا من الله نور يهدينا في تلك الظلمات إذ بالسنة تكون رعاية الحرمات وحفظ الحقوق وأداء الواجبات فقد بان وظهر انها هي الوقاية وهى الحفظ والرعاية وبها نيل الأمل والوصول إلى الغاية. " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ". (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي).
وإذا كان الله من بالغ رعايته ورحمته بهذه الأمة يهئ لكل فترة من الزمن من يجدد لها أمر دينها ويلم شعثها ويرشدها إلى هدى نبيها فلعل عنايته ورعايته تمثلت في تلك الظروف في هينه تجمع بعض الرجال العاملين أنشأتها " الاهرام " وحفزتهم إلى إعادة طبع هذا الكتاب الذي نرجوا الله سبحانه وتعالى ان يجعله فاتحة خير لعمل هذه الهنيئة وفاتحة عهد جديد لهذه الأمة تخلص فيه مما ألم بها. لهذا كله كان الاختيار بحمد الله موفقا في إعادة طبعه أملا في نشر السنة وتعميمها واقتنائها والتبرك بها واتخاذها شعارا في العمل وقدوة في السلوك عسى أن يفوز المسلمون برضاء رسولهم وتفوح عليهم نسمات رحمة نبيهم فينقذهم من ظلام هذه الأيام ويأخذ بأيديهم إلى شاطئ السلام فشكر الله لأولئك العاملين على صدق نواياهم وادخر لهم عنده المنزلة والمقام ببركة صاحب السنة وسيد الأنام.
حسن عباس زكي