لا يعرفه أمر جاريته أن تحفظه له من كتابه وكان ذلك يعاب عليه (قلت) كان المتقدمون يتحرزون عن الشئ اليسير من التساهل لان هذا يلزم منه اعتماده على جاريته وليس عندها من الاتقان ما يميز بعض الاجزاء من بعض فمن هنا عابوا عليه هذا الفعل وهذا في الحقيقة لا يلزم منه الضعف ولا التليين وقد احتج به الجماعة كلهم * (ع) يزيد بن أبي يزيد الضبعي البصري يعرف بيزيد الرشك مشهور من صغار التابعين وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وابن سعد واختلف قول ابن معين فيه فقال ابن أبي خيثمة عنه ليس به بأس وقال الدوري عنه صالح وحكى ابن شاهين عن ابن معين أنه ضعفه وحكى غيره عنه أنه قال كان ابن علية يضعفه وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالقوي عندهم وأنكر صاحب الميزان هذا على أحمد فقال انفرد بهذا فأخطأ (قلت) موضع خطئه تعميم النقل وإلا فقد اختلف فيه كما ترى وليس له في البخاري سوى حديث واحد عن مطرف عن عمران في القدر * (خ د) يعقوب بن حميد بن كاسب المدني وقد ينسب إلى جده مختلف في الاحتجاج به روى البخاري في كتاب الصلح وفى فضل من شهد بدرا حديثين عن يعقوب غير منسوب عن إبراهيم بن سعد فقيل هو ابن كاسب هذا وقيل ابن إبراهيم الدورقي وقيل ابن محمد الزهري وقيل ابن إبراهيم بن سعد وهذا القول الأخير باطل فإن البخاري لم يلقه وأما الزهري فضعيف وأما الدورقي وابن كاسب فمحتمل والأشبه أنه ابن كاسب وبذلك جزم أبو أحمد الحاكم وأبو إسحاق الحبال وأبو عبد الله بن منده وغير واحد وقد روى البخاري في خلق أفعال العباد عن يعقوب بن حميد بن كاسب حديثا ونسبه وروى في الصحيح عن الدورقي فنسبه (قلت) والحديث الذي أخرجه له في الصلح تابعه عليه محمد بن الصباح عند مسلم وأبى داود والذي أخرجه له في فضل من شهد بدرا وقع في رواية أبي ذر حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف في قصة قتل أبى جهل وهو عنده من طريق صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف ويعقوب هنا يغلب على ظني أنه الدورقي وأما ابن كاسب فقد قال فيه البخاري هو في الأصل صدوق وقال ابن عدي لا بأس به وبروايته وقال ابن حبان كان ممن يحفظ ويصنف وربما أخطأ وضعفه النسائي وغيره وقد أوضح ابن أبي خيثمة أمره فحكى عن يحيى بن معين ليس بثقة فقال فقلت له من أين ذاك قال لأنه محدود قال فقلت له فأنا أعطيك رجلا يزعم أنه ثقة وقد وجب عليه الحد فذكر له رجلا قال ابن أبي خيثمة قلت لمصعب الزبيري إن ابن معين يقول في ابن كاسب ان حديثه لا يجوز لأنه محدود فقال إنما حده الطالبيون تحاملا عليه (قلت) فمن هذه الجهة ليس الجرح فيه بقادح لكن ذكر العقيلي عن زكريا بن يحيى الحلواني قال رأيت أبا داود جعل أحاديث ابن كاسب وقايات على ظهور كتبه فسألته عن ذلك فقال رأيت في مسنده أحاديث منكرة فطالبناه بالأصول فدافعنا ثم أخرجها بعد فإذا تلك الأحاديث مغيرة بخط طري كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها (قلت) فهذا الجرح قادح ولهذا لم يخرج عنه أبو داود شيئا وأكثر عنه ابن ماجة والله الموفق * (ع) يعلى بن عبيد الطنافسي أحد الثقات قدمه أحمد على أخيه محمد بن عبيد في الحفظ وقال ابن معين ثقة زاد في رواية عثمان الدارمي عنه ضعيف في سفيان الثوري وقال أبو حاتم صدوق وهو أثبت أولاد أبيه ووثقه ابن سعد والدارقطني وآخرون (قلت) ماله في الصحيحين عن سفيان
(٤٥٤)