القاسم البغوي وأبو محمد بن صاعد ومحمد بن هارون الخضرمي والحسين بن إسماعيل الحاملي البغدادي وهو آخر من حدث عنه ببغداد * (ذكر رجوعه إلى بخارى وما وقع بينه وبين أميرها وما اتصل بذلك من وفاته) * قال أحمد بن منصور الشيرازي لما رجع أبو عبد الله البخاري إلى بخارى نصبت له القياب على فرسخ من البلد واستقبله عامة أهل البلد حتى لم يبق مذكور ونثر عليه الدراهم والدنانير فبقى مدة ثم وقع بينه وبين الأمير فأمره بالخروج من بخارى فخرج إلى بيكند وقال غنجار في تاريخه سمعت أحمد ابن محمد بن عمر يقول سمعت بكر بن منير يقول بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والى بخاري إلى محمد ابن إسماعيل أن احمل إلى كتاب الجامع والتاريخ لا سمع منك فقال محمد بن إسماعيل لرسوله قل له انى لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين فإن كانت له حاجه إلى شئ منه فليحضرني في مسجدي أوفى داري فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة انى لا أكتم العلم قال فكان سبب الوحشة بينهما وقال الحاكم سمعت محمد بن العباس الضبي يقول سمعت أبا بكر بن أبي عمرو يقول كان سبب مفارقة أبى عبد الله البخاري البلد أن خالد بن أحمد خليفة بن طاهر سأله ان يحضر منزله فيقرأ التاريخ والجامع على أولاده فامتنع من ذلك وقال لا يسعني ان أخص بالسماع قوما دون قوم آخرين فاستعان خالد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل بخارى حتى تكلموا في مذهبه فنفاه عن البلد قال فدعا عليهم فقال اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم قال فأما خالد فلم يأت عليه الا أقل من شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى عليه فنودي عليه وهو على اتان وأشخص على أكاف ثم صار عاقبة أمره إلى الذل والحبس وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلى في أهله فرأى فيها ما يجل عن الوصف وأما فلان فإنه ابتلى في أولاده فأراه الله فيهم البلايا وقال ابن عدي سمعت عبد القدوس بن عبد الجبار يقول خرج البخاري إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند وكان له بها أقرباء فنزل عندهم قال فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يقول في دعائه اللهم قد ضاقت على الأرض بما رحبت فاقبضني إليك قال فما تم الشهر حتى قبضه الله وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه البخاري بخرتنك يقول إنه أقام أياما فمرض حتى وجه إليه رسول من أهل سمرقند يلتمسون منه الخروج إليهم فأجاب وتهيأ للركوب ولبس خفيه وتعمم فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها إلى الدابة ليركبها وأنا آخذ بعضده قال أرسلوني فقد ضعفت فأرسلناه فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى ثم سال منه عرق كثير وكان قد قال لنا كفنوني في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة قال ففعلنا فلما أدرجناه في أكفانه وصلينا عليه ووضعناه في حفرته فاح من تراب قبره رائحة طيبة كالمسك ودامت أياما وجعل الناس يختلفون إلى القبر أياما يأخذون من ترابه إلى أن جعلنا عليه خشبا مشبكا وقال الخطيب أخبرنا علي بن أبي حامد في كتابه أخبرنا محمد بن محمد بن مكي سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد على السلام فقلت ما وقوفك هنا يا رسول الله قال أنتظر محمد بن إسماعيل قال فلما كان بعد أيام بلغني موته فنظرت
(٤٩٤)