بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة للأستاذ حسن عباس زكي وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية ورئيس لجنة إحياء التراث الاسلامي بمؤسسة الاهرام الحمد لله مسبغ النعم وواهب المنن. واشهد ان لا إله إلا الله، من علينا بالوجود، وانعم على بنى البشر بارسال الرسل، وانزل معهم الكتب، لندرك الغاية من الوجود، ونعبده ولنحظى منه بالقرب وننعم بالشهود والمعرفة. فما اجلها منة، وما أسماها غاية: معرفة الحق المعبود، صاحب الجود، قال تعالى: " وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ".
وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله، الرحمة المهداة، صلى الله عليه وعلى آله أولى التقى، وصحابته اعلام الهدى: حفاظ سنته وحملة شريعته، ورضى الله عن جميع التابعين، والعلماء العاملين إلى يوم الدين. السالكين نهجه والناشرين دعوته، وبعد:
فان الكون - على اختلاف أنواعه، وتعدد افراده - مخلوق لاله، منزه في ذاته، لا تنتهى كمالاته ولضرورة الخلق الملحة ودوام اضطرارهم إلى امداد بارئهم ودوام اتصاله، اقتضت رحمة الحكيم القادر ارسال الرسل، مبشرين ومنذرين وأنزل عليهم الكتب ذات الاحكام والقوانين متضمنة السعادة لهم في الدنيا والفوز يوم الدين. وكانت مهمة كل رسول تبليغ وبيان ما انزل عليه وتفصيل وتوضيح ما اوحى إليه - والقرآن الجامع والمشهود له بالاعجاز والذي لا تبلى جدته ولا تنفذ معانيه لا يتسنى لمخلوق مهما أوتي فهم معانيه وادراك ما فيه اما صاحبه ومتلقيه واعرف الخلق بالله وبمراده فقد بينه للناس بما تقتضيه حاجتهم وقدر استعدادهم ووسع طاقتهم لذا كانت الحاجة