غنموها ويحتمل إن كانت الواقعة تعددت أن تكون القصة التي ذكرها ابن عباس أتلف فيها اللحم لكونه كان قطع للطبخ والقصة التي في حديث رافع طبخت الشياه صحاحا مثلا فلما أريق مرقها ضمت إلى المغنم لنقسم ثم يطبخها من وقعت في سهمه ولعل هذا هو النكتة في انحطاط قيمة الشياه عن العادة والله أعلم (قوله فند) بفتح النون وتشديد الدال أي هرب نافرا (قوله منها) أي من الإبل المقسومة (قوله وكان في القوم خيل يسيرة) فيه تمهيد لعذرهم في كون البعير الذي ند أتعبهم ولم يقدروا على تحصيله فكأنه يقول لو كان فيهم خيول كثيرة لأمكنهم أن يحيطوا به فيأخذوه ووقع في رواية أبى الأحوص ولم يكن معهم خيل أي كثيرة أو شديدة الجري فيكون النفي لصفة في الخيل لا لأصل الخيل جمعا بين الروايتين (قوله فطلبوه فأعياهم) أي أتعبهم ولم يقدروا على تحصيله (قوله فأهوى إليه رجل) أي قصد نحوه ورماه ولم أقف على اسم هذا الرامي (قوله فحبسه الله) أي أصابه السهم فوقف (قوله إن لهذه البهائم) في رواية الثوري وشعبة المذكورتين بعد ان لهذه الإبل قال بعض شراح المصابيح هذه اللام تفيد معنى من لان البعضية تستفاد من اسم ان لكونه نكرة (قوله أوابد) جمع آبده بالمدينة وكسر الموحدة أي غريبة يقال جاء فلان بآبدة أي بكلمة أو فعله منفرة يقال أبدت بفتح الموحدة تأبد بضمها ويجوز الكسر أبودا ويقال تأبدت أي توحشت والمراد أن لها توحشا (قوله فما ند عليكم منها فاصنعوا به هكذا) في رواية الثوري فما غلبكم منها وفى رواية أبى الأحوص فما فعل منها هذا فعلوا مثل هذا زاد عمر ابن سعيد بن مسروق عن أبيه فاصنعوا به ذلك وكلوه أخرجه الطبراني وفيه جواز أكل ما رمى بالسهم فجرح في أي موضع كان من جسده بشرط أن يكون وحشيا أو متوحشا وسيأتى البحث فيه بعد ثمانية أبواب (قوله وقال جدي) زاد عبد الرزاق عن الثوري في روايته يا رسول الله وهذا صورته مرسل فان عباية بن رفاعة لم يدرك زمان القول وظاهر سائر الروايات أن عباية نقل ذلك عن جده ففي رواية شعبة عن جده أنه قال يا رسول الله وفى رواية عمر بن عبيد الآتية أيضا قال قلت يا رسول الله وفى رواية أبى الأحوص قلت يا رسول الله (قوله انا لنرجو أو نخاف) هو شك من الراوي وفى التعبير بالرجاء إشارة إلى حرصهم على لقاء العدو لما يرجونه من فضل الشهادة أو الغنيمة وبالخوف إشارة إلى أنهم لا يحبون أن يهجم عليهم العدو بغتة ووقع في رواية أبى الأحوص انا نلقى العدو غدا بالجزم ولعله عرف ذلك بخبر من صدقه أو بالقرائن وفى رواية يزيد بن هارون عن الثوري عند أبي نعيم في المستخرج على مسلم انا نلقى العدو غدا وانا نرجو كذا بحذف متعلق الرجاء ولعل مراده الغنيمة (قوله وليست معنا مدى) بضم أوله مخفف مقصور جمع مدية بسكون الدال بعدها تحتانية وهى السكين سميت بذلك لأنها تقطع مدى الحيوان أي عمره والرابط بين قوله نلقى العدو وليست معنا مدى يحتمل أن يكون مراده أنهم إذا لقوا العدو صاروا بصدد أن يغنموا منهم ما يذبحونه ويحتمل أن يكون مراده أنهم يحتاجون إلى ذبح ما يأكلونه ليتقووا به على العدو إذا لقوه ويؤيده ما تقدم من قسمة الغنم والإبل بينهم فكان معهم ما يذبحونه وكرهوا أن يذبحوا بسيوفهم لئلا يضر ذلك بحدها والحاجة ماسة له فسأل عن الذي يجزئ في الذبح غير السكين والسيف وهذا وجه الحصر في المدية والقصب ونحوه مع امكان ما في معنى المدية وهو السيف وقد وقع في حديث غير هذا انكم لاقوا العدو
(٥٤١)