الرابعة والعشرون: يستحب إحياء ليلتي العيدين بالصلاة والدعاء والذكر، لما روى الشيخ عن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام عن علي عليه السلام قال:
(كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال من السنة، وهي: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة النحر) (١). وروي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (من أحيا ليلتي العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) (٢). وموت القلب الكفر في الدنيا، والفزع في الآخرة، وإضافة الموت إلى القلب مبالغة، كقوله: ﴿فإنه آثم قلبه﴾ (3).
وقال بعض العامة: لم يرد في شئ من الفضائل مثل هذه الفضيلة، لأنها تقتضي نزع الكفر وأهوال القيامة (4).
وقال الشافعي: بلغنا أن الدعاء مستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب، ونصف شعبان (5).
فرع:
تحصل فضيلة الاحياء بمعظم الليل، تنزيلا لأكثر الشئ منزلته. وعن ابن عباس: الاحياء أن تصلي العشاء في جماعة (6).