حروف طبعها.
والانصاف: أن الافراد التي من صنع المكائن من أي نوع كان، ومن أي صنف كان تماثلها وعدم الميز بينها من حيث الصفات النوعية أو الخصوصيات الصنفية أقوى وأشد بكثير من التساوي بين أفراد نوع واحد أو صنف واحد مما هو من المخلوقات الإلهية.
فالتساوي بين استكان واستكان، أو كتاب وكتاب، أو ظرف وظرف، أو سائر الأدوات والأمتعة مما صنع في مكينة واحدة على شكل واحد ومنهج واحد أشد وأقوى من التساوي بين أبعاض بعض الحبوب التي انعقد الاجماع على أنها من المثليات فلا وجه لانكار كونها من المثليات.
وسنذكر وجه عدم جواز الانكار إن شاء الله تعالى، وقد ذكرنا الوجه مفصلا في قاعدة " وعلى اليد ما أخذت " في المجلد الرابع من هذا الكتاب.
الثاني: أن لا يتغير بالبقاء ولا يفسد، كما هو الحال في بعض الفواكه والمخاضير مما يفسد ليومه.
والدليل الذي أقامه على اعتبار هذا القيد أيضا لا يخلو من ضعف، فهل يمكن أن يقال إذا أتلف مقدارا من العنب الذي كان في هذه السلة، أو الرطب الذي كان في هذه السلة، فيعطى لمالكهما من نفس تينك السلتين من صنف ذلك العنب ومن صنف ذلك الرطب عين ذلك المقدار أنه ما أدى ما أتلف، لأنه لا يبقى ويتغير، فهذا التقييد أعجب من التقييد الأول.
الثالث: أن يكون المماثل كثيرا مبذولا، لا أن يكون قليلا نادر الوجود، خصوصا إذا كان مالكه لا يبيعه إلا بسعر غالي.
وهذا الوجه صحيح لما سنذكره.
الرابع: أن يكون تماثل الصفات موجبا لتماثل القيمة وتساويها، أي قيمة التالف