وذكر أصحابنا أن المحاقلة استكراء الأرض ببعض ما يخرج منها وهو المخابرة وقد يقال استكراء الأرض بالحنطة واستدلوا على ذلك بما روى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المحاقلة والمحاقلة استكراء الأرض بالحنطة قال الشيخ أبو حامد وغيره وما قلناه أولى يعنى بعد تعارض الروايتين لان اللغة تشهد له وذلك أن هذه اللفظة من الحقل وهو الزرع ويقال الحقل القداح المزروعة والحواقل المزارع قال أبو الطيب وكذلك لا يصح إجارته بحال لأنه قال في شرح التلخيص إن الحقل الأرض البيضاء وروى الشافعي رضي الله عنه ومسلم بن الحجاج في الصحيح عن سعيد بن المسيب في مرسلاته تفسير المحاقلة بالأمرين جميعا قال الشيخ أبو حامد فثبت التفسير الذي ذكرنا يعنى أنه مستعمل في ذلك فاما استعماله في المعنى الآخر فيمكن أن يقال إن ذلك مرسلا مخالف للقياس لان الأجرة بدل من منافع الأرض وليس في كون الحب أجرة لمنافع الأرض معنى يوجب فساد العقد ويمكن أن يقال إن هذا المرسل يعتضد بحديث أبي سعيد ونتكلم في وجه القياس في ذلك ومحل ذلك ينبغي أن يكون في كتاب الإجارة وإنما نتكلم هنا في المزابنة قال الماوردي وغيره المزابنة في اللغة المدافعة ولهذا سميت الزبانية لأنهم يدفعون إلى النار وقالوا زبنت الناقلة برجلها إذا دفعت قال الشاعر ومستعجب مما يرى من آياتنا * ولو زبنت الحرب لم يتعجب
(٤٧)