أولا كثرة العدد وتنوع الشهود على نحو يحصل التواتر أو الشياع المفيد للعلم أو الاطمئنان فإذا كثر العدد ولم يحصل العلم أو الاطمئنان من اجل منشأ معقول لم يثبت الهلال، فالكثرة العددية عامل مساعد على حصول اليقين ولكنها ليست كل شئ في الحساب بل ينبغي للفطن ان يدخل في الحساب كل ما يلقي ضوءا على مدى صدق الشهود أو كذبهم أو خطأهم، ونذكر الأمثلة التالية على سبيل التوضيح:
1 - إذا أحصي أربعون شاهدا بالهلال من بلدة واحدة فقد يكون تواجدهم جميعا في بلدة واحدة يعزز شهادتهم، بينما إذا أحصي أربعون شاهدا من أربعين بلدة استهل أبناؤها فشهد واحد من كل بلدة لم يكن لهم نفس تلك الدرجة من الاثبات، والسبب في ذلك أن تواجد أربعين شخصا على خطأ في مجموعة المستهلين من بلدة واحدة امر بعيد نسبيا بينما تواجد شخص واحد على خطأ في مجموعة المستهلين من كل بلد أقرب احتمالا.
2 - وفي نفس الحالة السابقة قد يصبح الامر على العكس وذلك فيما إذا كانت تلك البلدة التي شهد من أهاليها أربعون شخصا واقعة تحت تأثير ظروف عاطفية غير موجودة في المدن الأخرى.
3 - وكما ينبغي ان يلحظ الشهود بالاثبات كذلك يلحظ نوع وعدد المستهلين الذين استهلوا وعجزوا عن رؤية الهلال فكلما كان عدد هؤلاء الذين عجزوا عن الرؤية كبيرا جدا ومتواجدا في آفاق نقية صالحة للرؤية وقريبة من مواضع شهادات الشهود شكل ذلك عاملا سلبيا يدخل في الحساب.
4 - ونوعية الشهود لها اثر كبير ايجابا وسلبا على تقرير النتيجة،