وفي هذه الحالة قد نشك في أن الباقي من التغير في هذا الماء هل هو كثير على وجه لا يزال الماء معه مضافا أو ضئيل على وجه عاد الماء ماءا مطلقا والحكم في ذلك نبني على أنه لا يزال مضافا حتى يحصل اليقين بالعكس.
الماء المطلق كثير وقليل 7 - ينقسم الماء المطلق إلى قسمين:
1 - يسمى بالماء الكثير ونطلق هذا الاسم أولا: على كل ماء له مادة تمده بالماء كماء البئر النابع وماء العيون النابعة سواء كان الماء النابع منها جاريا أو واقفا وكذلك الماء الجاري في الجداول والأنهار سواء كان مستمدا من عيون في جوف الأرض أو في باطن الجبال أو من ذوبان الثلج المتراكم على رؤوس الجبال، فان كل ماء من هذا القبيل يعتبر ماء كثيرا، سواء كان الظاهر منه للعيان كثيرا حقا كما في الأنهار، أو قليلا كما في بعض العيون النابعة الواقفة، لان الكثرة هنا على أساس المادة.
ثانيا: على ماء المطر حين نزوله من السماء، على أن يبلغ من الكثرة حدا يمكن أن يجري على الأرض الصلبة ولو قليلا، فإنه يعتبر كثيرا حينئذ ويبقى كثيرا أيضا بعد تجمعه على سطح الأرض، حتى ولو كان المتجمع كمية ضئيلة ما دام المطر يتقاطر عليه باستمرار.
ثالثا: على الماء الراكد الذي ليس له مادة في الأرض ولا في السماء إذا بلغ كرا أو أكثر، وسيأتي تحديد الكر في الفقرة (10) من هذا الباب 2 - يسمى بالماء القليل وهو غير الماء الكثير، ويعني الماء الذي لا مادة له ولا يبلغ مقدار الكر وليس مطرا.