الطول على نحو يكون الغروب في أحد البلدين قبل الغروب في البلد الآخر بمدة طويلة، وبيان ذلك: اننا عرفنا سابقا ان القمر بعد خروجه من المحاق ومواجهة جزء من نصفه النير للأرض يظل هذا الجزء النير يزداد وكلما ابتعد عن المحاق اتسع وازداد ونضيف إلى ذلك أن الليلة - اي ليلة - تسير تدريجا بحكم كروية الأرض من المشرق إلى المغرب فتغرب الشمس في بلد بعد غروبها في بلد اخر بدقائق أو ساعات حسب موقع البلدين في خطوط الطول، والغروب في كل خط يسبق الغروب في الخط الواقع في غربه ويتأخر عن الغروب في الخط الواقع في شرقه فقد تغرب الشمس في بلد كالعراق مثلا ويكون القمر قد خرج من المحاق ولكن الهلال لا يمكن رؤيته لضآلته مثلا غير أنه يصبح بعد ساعات ممكن الرؤية لأن الجزء النير من القمر يزداد كلما بعد عن المحاق فحين تغرب الشمس في بلد يقع في غرب العراق بعد ساعات عديدة يكون بالامكان رؤية الهلال.
والصورة الأخرى التي يكون الهلال بموجبها ممكن الرؤية في أحد البلدين دون الآخر ان نفترض بلدين واقعين على خط طول واحد بمعنى ان الغروب فيهما يحدث في وقت واحد ولكنهما مختلفان في خطوط العرض فأحدهما أبعد من الآخر عن خط الاستواء ونحن نعلم أن طول النهار وقصره يتأثر بخطوط العرض فالنهار الواحد والليل الواحد يكون في بعض المناطق أطول منه في بعضها تبعا لما تقع عليه من خطوط العرض ويختلف بسبب ذلك أيضا في الغالب طول مكث الهلال في تلك المناطق إذ يمكث في بعضها أطول مما يمكث في بعضها الآخر فإذا افترضنا ان مكثه في أحد هذين البلدين كان قصيرا جدا على نحو لا يمكن رؤيته ومكثه في البلد الآخر كان طويلا نسبيا نتج عن ذلك اختلاف البلدين في امكان الرؤية.
وقد يتميز بلد عن بلد آخر في امكان الرؤية على أساس كلا