ففرق بين أربعين شاهدا يعرف مسبقا انهم لا يتورعون عن الكذب وأربعين شاهدا مجهولي الحال وأربعين شاهدا يعلم بوثاقتهم بدرجة وأخرى.
5 - قد تتحد مجموعة من الشهادات في المكان بان يقف عدد المستهلين في مكان مشرف على الأفق فيرى أحدهم الهلال ثم يهدي الاخر إلى موضعه فيراه ثم يهتدي الثالث إليه وهكذا، وفي مثل ذلك تتعزز هذه الشهادات لان وقوعها كلها فريسة خطأ واحد في نقطة معينة من الأفق بعيد جدا وقدرة المشاهد الأول على إرائة ما رآه تعزز الثقة بشهادته.
6 - التطابق العفوي في النقاط التفصيلية بين الشهود بان يشهد عدد من الاشخاص المتفرقين من بلدة واحدة ويعطى كل منهم نقاطا تطابق النقاط التي يعطيها الآخر من قبيل ان يتفقوا على زمان رؤية الهلال وزمان غروبه عن أعينهم، فان ذلك عامل مساعد على حصول اليقين.
7 - ينبغي ان يلحظ أيضا مدى ما يمكن استفادته من استخدام الوسائل العلمية الحديثة من المجهر والرصد المركز، فان رؤية الهلال بهذه الوسائل وان لم تكن كافية لاثبات الشهر ولكن إذا افترضنا ان التطلع إلى الأفق مجهريا ورصديا لم يتح رؤية الهلال فهذا عامل سلبي يزيل من نفس الانسان الوثوق بالشهادات ولو كثرت إذ كيف يرى الناس بعيونهم المجردة ما عجز المجهر عن رؤيته 8 - بل يدخل في الحساب أيضا التنبؤ العلمي المسبق بوقت خروج القمر من المحاق فإنه إذا حدد وقتا وادعى الشهود الرؤية قبل ذلك الوقت كان التحديد العلمي المسبق عاملا سلبيا يضعف من تلك الشهادات، فان احتمال الخطأ في حسابات النبوءة العلمية وان كان موجودا ولكنه قد لا يكون أبعد أحيانا عن احتمال الخطأ في مجموع تلك الشهادات أو على الأقل لا يسمح بسرعة حصول اليقين بصواب الشهود في شهادتهم.