تمهيد 1 - الحج من العبادات الاجتماعية في الاسلام ذات المغزى العظيم روحيا ومدنيا، وهو يشبه الاعتكاف في كونه نقلة إلى الله تعالى، غير أن الاعتكاف نقلة فردية يعتكف بموجبها هذا الفرد أو ذاك في بيت من بيوت الله، والحج نقلة جماعية يتجه فيها جمهور المسلمين المكلفين بأداء هذه الفريضة أو المتطوعين للتواجد في مكان واحد وزمان واحد ولممارسة شعائر موحدة.
والعمرة عادة تشبه الحج في جملة من واجباته، ولكن مجالها يقتصر بعد الاحرام على الحضور في المسجد الحرام، والصفا والمروة وأداء واجباتها هناك، بينما يمتد مجال الحج وواجباته إلى خارج مكة، ويتطلب السفر إلى عرفات والمشعر ومنى.
والحج مستحب عموما باستثناء الحجة الأولى للمستطيع فإنها واجبة، والعمرة المفردة مستحبة عموما باستثناء العمرة الأولى للمستطيع فإنها واجبة.
3 - وكل من يستطيع الحج وهو يبعد في مسكنه وموطنه عن مكة أكثر من ستة وثمانين كيلو مترا وخمسي الكيلو متر الواحد فعليه ان يعتمر ويحج بادئا بالعمرة وخاتما بالحج، وتسمى الحجة التي تبدأ بالعمرة وتنتهي بالحج بحجة التمتع، وتعتبر العمرة الجزء الأول من حجة التمتع.
وإذا لم يتمكن هذا البعيد من الحج ولكن تمكن من العمرة فلا تجب عليه بمفردها، ولكن يستحب له أن يأتي بها.
3 - وكل من يستطيع وهو أقرب من ذلك موطنا ومسكنا إلى المسجد الحرام فعليه أن يحج ويعتمر مبتدئا بالحج ومنتهيا بالعمرة، وتسمى مثل هذه الحجة بحجة الافراد، وتعتبر العمرة فيها عملا مستقلا عن الحج ولهذا يعبر