يتوسط بين الشمس والأرض وهذه ظاهرة كونية محددة تعبر عن موقع جرم القمر من جرمي الشمس والأرض ولا تتأثر بهذا الجزء من الأرض أو ذاك فلا معنى لافتراض النسبية هنا وللقول بأن الشهر يبدأ بالنسبة إلى هذا الجزء من الأرض في ليلة السبت وبالنسبة إلى ذلك الجزء في ليلة الأحد.
وهذه النظرية ليست صحيحة من الناحية المنهجية لأنها تقوم على أساس عدم التمييز بين الشهر القمري الطبيعي والشهر القمري الشرعي، فان الشهر القمري الطبيعي يبدأ بخروج القمر من المحاق ولا يتأثر باي عامل اخر ولما كان خروج القمر من المحاق ظاهرة كونية محددة لا تتأثر بهذا الموقع أو ذاك فلا معنى لافتراض النسبية فيه، واما الشهر القمري الشرعي فبدايته تتوقف على مجموع عاملين: أحدهما كوني وهو الخروج من المحاق والاخر ان يكون الجزء النير المواجه للأرض ممكن الرؤية، وامكان الرؤية يمكن ان نأخذه كامر نسبي يتأثر باختلاف المواقع في الأرض ويمكن ان نأخذه كامر مطلق محدد لا يتأثر بذلك، وذلك لأننا إذا قصدنا بامكان الرؤية امكان رؤية الانسان في هذا الجزء من الأرض، وفي ذاك كان أمرا نسبيا وترتب على ذلك أن الشهر القمري الشرعي يبدأ بالنسبة إلى كل جزء من الأرض إذا كانت رؤية هلاله ممكنة في ذلك الجزء من الأرض فقد يبدأ بالنسبة إلى جزء دون جزء، وإذا قصدنا بامكان الرؤية امكان الرؤية ولو في نقطة واحدة من العالم فمهما رؤي في نقطة بدا الشهر الشرعي بالنسبة إلى كل التقاط كان أمرا مطلقا لا يختلف باختلاف المواقع على الأرض.
وهكذا يتضح ان الشهر القمري الشرعي لما كان مرتبطا إضافة إلى الخروج من المحاق بامكان الرؤية وكانت الرؤية ممكنة أحيانا في بعض المواضع دون بعض كان من المعقول ان نكون بداية الشهر القمري الشرعي نسبيه.