الاعتبارين السابقين بان نفترض انه واقع في خط طول غربي بالنسبة إلى البلد الآخر وواقع أيضا على خط عرض آخر يتيح للهلال مكثا أطول.
وهكذا نلاحظ ان البلاد قد تختلف في امكان الرؤية وعدم امكانها فهل يكون الشهر القمري في كل منطقة من الأرض الرؤية وعدم امكانها فيها بالذات فيكون لكل أفق شهره القمري الخاص فيبدأ في هذا الأفق الغربي في ليلة متقدمة وفي أفق شرقي في ليلة متأخرة أو ان الشهر القمري له بداية واحدة بالنسبة إلى الجميع فإذا رأى الهلال في جزء من العالم كفى ذلك للآخرين؟
وبكلمة أخرى هل حلول الشهر القمري الشرعي امر نسبي يختلف فيه أفق عن أفق فيكون من قبيل طلوع الشمس فكما ان الشمس قد تطلع في سماء بغداد ولا تطلع في سماء دمشق فيكون الطلوع بالنسبة إلى بغداد ثابتا والطلوع بالنسبة إلى دمشق غير متحقق كذلك بداية الشهر القمري الشرعي، أو ان حلول الشهر القمري الشرعي امر مطلق وظاهرة كونية مستقلة لا يمكن ان يختلف باختلاف البلاد؟.
وتوجد لدى الجواب على هذا السؤال في مجال البحث الفقهي نظرية تؤكد على الافتراض الثاني وتقول: بان حلول الشهر لا يمكن ان يكون نسبيا وأن يكون لكل منطقة شهرها القمري الخاص وان من الخطأ قياس ذلك على نسبية الطلوع التي تجعل لكل منطقة طلوعها الخاص، وذلك لأن طلوع الشمس عبارة عن مواجهة هذا الجزء من الأرض أو ذاك للشمس ولما كانت الشمس تواجه اجزاء الأرض بالتدريج بحكم كرويتها وحركتها (اي الأرض) حول نفسها فمن الطبيعي ان يكون الطلوع نسبيا فتطلع الشمس على هذا الجزء من الأرض قبل ذاك، واما بداية الشهر القمري فهي بخروج القمر من المحاق اي ابتدائه بالتحرك بعد أن