1 - الحاجة إلى الارتباط بالمطلق نظام العبادات طريقة في تنظيم المظهر العملي لعلاقة الانسان بربه.
ولهذا لا ينفصل عند تقييمه عن تقييم هذه العلاقة بالذات ودورها في حياة الانسان، ومن هنا يترابط السؤالان التاليان:
أولا: ما هي القيمة التي تحققها علاقة الانسان بربه لهذا الانسان في مسيرته الحضارية؟، وهل هي قيمة ثابتة تعالج حاجة ثابتة في هذه المسيرة، أو قيمة مرحلية ترتبط بحاجات موقوتة أو مشاكل محدودة، وتفقد أهميتها بانتهاء المرحلة التي تحدد تلك الحاجات والمشاكل.
ثانيا: ما هو الدور الذي تمارسه العبادات بالنسبة إلى تلك العلاقة ومدى أهميتها بوصفها تكريسا عمليا لعلاقة الانسان بالله؟
وفيما يأتي موجز من التوضيح اللازم فيما يتعلق بهذين السؤالين.
الارتباط بالمطلق مشكلة ذات حدين:
قد يجد الملاحظ - وهو يفتش الأدوار المختلفة لقصة الحضارة على مسرح التاريخ - ان المشاكل متنوعة والهموم متباينة في صيغها المطروحة في الحياة اليومية، ولكننا إذا تجاوزنا هذه الصيغ ونفذنا إلى عمق المشكلة وجوهرها استطعنا ان نحصل من خلال كثير من تلك الصيغ اليومية المتنوعة على مشكلة رئيسية ثابتة ذات حدين أو قطبين متقابلين، يعاني الانسان منهما في تحركه الحضاري على مر التاريخ، وهي من زاوية تعبر عن مشكلة:
الضياع واللا انتماء وهذا يمثل الجانب السلبي من المشكلة، ومن زاوية أخرى