وذلك كما يلي.
القراءة قد تكون بصوت منخفض لا يسمعه من هو إلى جنبك وقد تكون بصوت عال يسمعه من هو إلى جانبك بل قد يسمعه البعيد عنك أيضا هذا من ناحية درجة ارتفاع الصوت (اي درجة سماع الآخرين له) ومن ناحية آخري نلاحظ ان القراءة قد يبرز فيها جرس الصوت وقد يختفي حتى ولو كان الصوت عاليا مسموعا للآخرين ومثاله المبحوح صوته فإنه قد يصرخ ويسمع الآخرون صراخه ولكن هذا الصراخ يختلف عن كلام الانسان غير المبحوح إذا أراد ان يتحدث إلى غيره بصورة اعتيادية ومرد اختلافهما إلى أن جرس الصوت أو ما يسمى لدى الفقهاء بجوهر الصوت مختف في الكلام المبحوح وبارز في كلام غيره.
وعلى هذا الأساس فلاختلاف بالقراءة مرتبط بتوفر أمرين أحدهما:
ان لا يكون جوهر الصوت بارزا، والاخر: ان لا يكون الصوت عاليا كصوت المبحوح حين يريد ان يرفع صوته فإنه ليس اخفاتا وان كان جوهر الصوت غير بارز فيه، فكلما توفر هذان الأمران فالقراءة اخفات.
وان كان جرس الصوت وجوهره بارزا فالقراءة جهر، وإذا كان الانسان مبحوحا فالجهر بالنسبة إليه ان يرفع صوته كما يصنع الانسان المعافي إذا أراد ان يجهر بقراءته.
وبعد ان أوضحنا معنى الجهر والاخفات نذكر مواضع وجوبهما.
فالرجل يجب عليه ان يجهر بقراءة الفاتحة والسورة في صلاة الصبح وفي الركعة الأولى والثانية من صلاة المغرب والعشاء ويجب عليه ان يخفت بقراءة الفاتحة والسورة في الركعة الأولى والثانية من صلاة الظهر والعصر، ويستثنى من وجوب الاخفات هذا البسملة فإنه يستحب الجهر بها في كل صلاة، وكذلك تستثنى القراءة في صلاة الظهر يوم الجمعة فإنه يجوز فيها