يقع فيها!! بل لم نعثر على ما يشير من حيث الشكل أو المضمون لهاتين المقولتين لا سيما عند الطباطبائي (قده) والطوسي (قده) والطبرسي (قده).
وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فكيف تكون هاتان المقولتان مما يكاد يجمع عليهما علماء التفسير منذ عصر الشيخ الطوسي (قده). حتى عصرنا الحاضر؟!.
على أن ما ذكره " الكاتب " عن قول العلامة المحقق في " الصحيح في سيرة النبي الأعظم " حول قوله تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}.. وبالحرف الواحد:
" إن هذه الآية تدل على أنه لو كان لآدم (ع) طاقة وتحمل لما أقدم على ما أقدم عليه، مما يعني أن النسيان ناشئ عن عدم القدرة على التحمل " (1).
فهو تشبيه غريب بين كلام العلامة المحقق وكلام صاحب " من وحي القرآن " وحديثه عن الضعف البشري أمام الحرمان.
إذ أن ما استظهره العلامة المحقق من الآية هو: إنها تربط بين النسيان والعزم {فنسي ولم نجد له عزما} أي لم يجد له عزما بسبب نسيانه وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة لم نجد له عزما فقد ذكره ولم يوضح حقيقته، ولا أشار إلى أسبابه، بل أراد مجرد الإشارة إلى الربط بين النسيان وبين العزم. بغض النظر عن معنى النسيان.
فالعلامة المحقق لم يشر، لا من قريب ولا من بعيد، إلى الأمر الذي لم يستطع آدم (ع) أن يتحمله.
وإن كان " الكاتب " يريد أن يوحي بأن هذا الأمر إنما هو عدم القدرة على تحمل إغراءات إبليس، فهذا افتراء محض ولا دليل عليه البتة.