مما مر يتضح أن صاحب " من وحي القرآن " - بحسب ادعاء " الكاتب " - قد استبعد الاتجاه الثاني بأن ذلك كان في زمن طفولته وسيأتي عدم صحة هذا الادعاء أيضا.
فلماذا إذن كل هذه الأوصاف لنبي الله إبراهيم (ع) لا سيما وصفه بالسذاجة؟!!.
وهل من يقوم بهذا النوع من المحاكاة لإظهار سخف عقائد قومه يوصف " بالسذاجة " أو " بالبساطة في الإدراك " أو " بأنه غير مطلع على أساليب اللف والدوران ومكائد إبليس.. " إلخ؟!!.
وكيف يمكن التأليف والتوفيق بين ما نقله " الكاتب " عن صاحب " من وحي القرآن " بأن أسلوب إبراهيم (ع): " أسلوب رائع من أساليب الحوار " (1) وبين هذه الأوصاف؟!! فهل من يمارس هذا الأسلوب الرائع يوصف بالسذاجة والبساطة في الإدراك.. وفق تعريف " الكاتب نفسه "؟!!.
ولو فرضنا أن " الكاتب " رجح الاتجاه الثاني، فإن الأمر سيان وسيوقعه ذلك بما هو أمر وأدهى وهو أن إبراهيم (ع) قد عاش مع الكوكب في حالة من التصوف والعبادة لهذا الرب النوراني، وأنه اكتشف الحقيقة الصارخة، وأنه أقبل عليه (أي على الكوكب) في خشوع العابد وفي لهفة المسحور.. وغير ذلك من صور وأشكال حلق بها صاحب " من وحي القرآن " بعيدا.
أضف إلى ذلك أن المعصوم لا يحتمل في حقه أنه قد عبد الكوكب ووجود الاحتمال لا يجتمع مع الإعتقاد لأن الإعتقاد معناه اليقين.
فكلمة " رجح " تفيد أن الاحتمال المرجوح باق فكيف يقول: أنه يعتقد بعصمته عن الشرك وعبادة الكواكب و..؟!!.
فالواقع أن الإتجاهين الأول والثاني لا ينسجمان مع ما استعمله صاحب " من وحي القرآن " من ألفاظ وتعابير وأوصاف بحق نبي الله إبراهيم (ع)