بالعهد إذا أن الغافل عن العهد لا يعد ناكثا، لأن النكث لا يتحقق إلا مع الالتفات إلى العهد؟!.
وبعبارة أخرى إن من يخالف العهد عن غفلة لا يصح وصفه بأنه نكث بالعهد لأن هذا الوصف لا يستقيم إلا مع من يلتفت إلى عهده لا الغافل عنه.
أضف إلى ذلك أن " الكاتب " نفسه ذكر أقوال الطوسي والطباطبائي والمشهدي وغيرهم الذين قالوا: " إن موسى (ع) قد قيد عهده بالمشيئة ليخرج عن كونه كاذبا " (1).
فكيف يكون كلام صاحب (الوحي) موافقا لكلام هؤلاء الأعلام؟!
وكيف يستقيم قول صاحبه: بأن موسى (ع) قد نكث بعهده عدة مرات، مع كونه (ع) قد قيده بالمشيئة؟!!.
وليخبرنا " الكاتب " أيضا عن قول صاحب " من وحي القرآن " بحق موسى (ع):
" ولم يفكر بأن من الممكن أن يكون له وجه آخر " (2).
فهل هذا القول أيضا يوافق ما قاله أعلام التفسير الشيعة؟!.
وفيما يلي سنعمد إلى مقارنة كلام صاحب " من وحي القرآن " مع كلام العلماء الأعلام اعتمادا على النصوص التي جاء بها " الكاتب " نفسه لنرى هل يمكن أن يوافق كلامه كلام هؤلاء الأعلام:
الشيخ الطوسي (قده):
يقول الشيخ الطوسي (قده): " كيف تصبر على ما لم تعلم من بواطن الأمور ولا تخبرها ".