الفكر والغضب. وأما قوله (لا تأخذ بلحيتي) فلا يمتنع أن يكون هارون خاف أن يتوهم بنو إسرائيل بسوء ظنهم أنه منكر عليه معاتب له، ثم أخذ في شرح القصة، وقال في موضع آخر (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) وفي موضع آخر (يا ابن أم إن القوم استضعفوني) * * (الثاني) * أن بني إسرائيل كانوا في نهاية سوء الظن بموسى حتى أن هارون عليه السلام غاب عنهم غيبة فقالوا لموسى: أنت قتلته فلما واعد الله موسى عليه السلام ثلاثين ليلة وأتمها بعشر وكتب له في الألواح من كل شئ رجع فرأى في قومه ما رأى فأخذ برأس أخيه ليدنيه فيتفحص كيفية الواقعة فخاف هارون أن يسبق إلى قلوبهم ما لا أصل له، فقال إشفاقا على موسى عليه السلام (لا تأخذ بلحيتي) لئلا يظن القوم بك ما لا يليق * (قصة موسى والخضر عليهما السلام) (وفيها بحثان) (الأول) ما يتعلق بموسى عليه السلام وهو من وجوه:
(الأول) أنه عليه السلام قال (لقد جئت شيئا إمرا) و (شيئا نكرا) مع أن ذلك الفعل في نفسه ما كان كذلك، والحكم على ما ليس بمنكر بأنه منكر خطأ، فكان مخطئا * (الثاني) أنه نعت نفس الغلام بأنها زاكية مع أنها لم تكن كذلك (الثالث) قوله (لا تؤاخذني بما نسيت) وعندنا النسيان غير جائز على الأنبياء *