النفس التي رحمها الله بريئة من ذلك، لأنها تخرج بذلك عن أن تكون أمارة بالسوء.
وهذا معنى قوله (قده): {إلا ما رحم ربي} استثناء من الأنفس التي يرحمها الله، فلا تدعو إلى القبيح، بأن يفعل معها من الألطاف ما تنصرف به عن ذلك " (1).
والحق يقال: إنه حتى ولو اعتبرنا أن قوله تعالى: {وما أبرئ نفسي} هو قول يوسف (ع)، وأن معناه: ما أبرئ نفسي عن ميل الطبع ومنازعة الشهوة فإن وجود الاستثناء الظاهر كاف في الدلالة على نفي حصوله من يوسف (ع) ليكون المعنى: أن من رحمه ربي بريء عن هذا الأمر.
العلامة المجلسي (قده):
الرأي المختار ما أومأ إليه الإمام الرضا (ع) ويتابع " الكاتب " سلسلة تحريفاته وافتراءاته على العلماء الأعلام وقد وصل الدور للعلامة المجلسي (قده) حيث يقول:
" عقد العلامة المجلسي في (البحار) بحثا... تحت عنوان: " تذنيب في حل ما يورد من الإشكال على ما مر من الآيات والأخبار "، تصدى في أحد فصوله للرد على الإشكال الذي قد يرد في تفسير قوله تعالى: {وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} ".
ويضيف " الكاتب " قائلا: " وقد رأى صاحب البحار أن الأجدى في دفع هذا الإشكال هو ما قد جاء في تفسير الفخر الرازي فنقله بأكمله على طوله واعتبره أجدى في إتمام المرام في هذا المقام ".