ونحن أمام هذه الجرأة في التضليل، والمهارة في التحريف لا بد من التوقف عند نقاط عدة:
أولا: إجماع المفسرين ولإثبات الكاتب دعواه في مطابقة أقوال العلماء لرأي صاحب " من وحي القرآن " عمد إلى استعراض آراء بعضهم عابثا بنصوصهم مقطعا لأوصال عباراتهم، ممارسا هوايته المعهودة في حذف العبارات / الشاهد، فماذا هناك؟
الميزان: نوح (ع) يرى أن ابنه مؤمن:
لقد كان تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي أول الضحايا التي وقعت بين براثن تحريفات " الكاتب " حيث نقل عنه قوله (قده):
" فهل المراد بالذين ظلموا الكافرون بالدعوة أو يشمل كل ظلم، أو هو مبهم، مجمل يحتاج إلى تفسير من لدن قائله؟ فكأن هذه الأمور قد رابته (ع) في أمر ابنه " (1).
وأضاف " الكاتب " ناقلا قول صاحب (الميزان):
" ولذلك لم يجترئ (ع) على مسألة قاطعة، بل ألقى مسألته كالعارض المستفسر لعدم إحاطته بالعوامل المجتمعة واقعا على أمر ابنه، بل بدأ بالنداء باسم الرب لأنه مفتاح دعاء المربوب المحتاج السائل. ثم قال: {إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق} كأنه يقول: وهذا يقضي بنجاة ابني {وأنت أحكم الحاكمين} لا خطأ في أمرك، ولا مغمض في كلمتك، فما أدري إلى ما انجر أمره " (2).
ويتابع " الكاتب " في نقل كلام الطباطبائي (قده):
" فأدركته العصمة الإلهية وقطعت عليه الكلام، وفسر الله سبحانه له